2014-06-05

نيويورك تايمز: "أوباما" أدرك غباء الإخوان

نيويورك تايمز: "أوباما" أدرك غباء الإخوان
واصلت الصحف الغربية والعربية رصد الحالة المصرية بعد اعلان فوز المشير عبدالفتاح السيسى بالرئاسة، بجانب طرح التكهنات حول المستقبل فى المرحلة المقبلة خاصة مصير جماعة الاخوان فى ظل حكم السيسى ومواقف الدول التى قامت بمعاداة مصر وثورة 30 يونيه فى مرحلة ما بعد الاخوان على غرار امريكا وقطر وتركيا.
 قالت صحيفة نيويورك تايمز: إظهار أوباما رغبة التعاون مع السيسى انما تعد محاولة منه لاصلاح الأوضاع والعلاقات بين بلاده والدول الإسلامية، ولفتت الصحيفة الى وجود شعور بالقلق من الفجوة الكبيرة التى حدثت بين أمريكا والعالم الإسلامي، لذا يحاول أوباما ان يعيد التعامل مع دول اسلامية مثل القاهرة واسطنبول وجاكرتا والرباط بلغة جديدة.

واسترجعت الصحيفة ما قاله اوباما فى خطابه بجامعة القاهرة منذ خمسة أعوام «تستطيع أن تحتفظ بالسلطة عن طريق الرضا وليس الإكراه، فعليك احترام حقوق الأقليات، والمشاركة والتسامح وارضاء جميع الأطراف، عليك وضع مصالح الشعب، فوق مصلحة حزبكم، فالانتخابات وحدها لا تصنع الديمقراطية الحقيقية»، ووفقا للصحيفة حاول أوباما أن ينقل نفس الرسالة إلى الإخوان المسلمين وأن يقنعهم بتطبيقها، لكن الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته لم يستجيبوا للرسالة ولم يطبقوها بالصورة المطلوبة، ووصفت الصحيفة ذلك بقولها ان الاخوان المسلمين استهزأوا بـ «وصفة» أوباما لتحقيق الديمقراطية، وحاولوا فرض سيطرتهم على القضاء، وفشلوا في توفير الحماية للمسيحيين، كما فشلوا فى التعامل مع الناشطين السياسيين والصحفيين والمعارضة وحاولوا القضاء علي الجميع عن المشاركة في الحياة السياسية، وحاولت الجماعة تعزيز اهدافها السياسية على حساب الأمة، مما اكد على عدم التزامهم بتحذيرات أوباما وفقا للصحيفة.

وتابعت الصحيفة قولها: ان عدم التزام الإخوان بنصائح أوباما، تسبب فى وضعه هو وإدارته في موقف حرج، ولفتت الى ما قاله رئيس الجمعية العامة بالأمم المتحدة بأن أوباما واجه الكثير من الاتهامات هو والبيت الأبيض، بعد تدخله في الشئون الداخلية بمصر، حيث اتهم بأنه سبب من أسباب الصراع الداخلي في مصر، وأنه أحد الداعمين للإخوان المسلمين».

وانتهت الصحيفة بقولها ان أوباما مطالب الآن بالاعتراف بالواقع الجديد، وأن ينخرط للعمل مع حكومة رئيس الجمهورية المصري الجديد عبدالفتاح السيسي، وأن يتعاون مع الأحزاب السياسية العلمانية في مصر، وان يستفيد من أخطائه التي اقترفها في التجربة المصرية، وألا يكررها مع تونس.
وفى سياق متصل قالت صحيفة العرب ان انضمام امريكا إلى قائمة الدول الداعمة للمشير عبدالفتاح السيسي بعد فوزه الكاسح انما ينهي فترة الترقب والشك التي أحاطت بالموقف الأمريكي تجاه ثورة الثلاثين من يونيه الماضي وما حملته من تغييرات سياسية وأمنية في مصر، ولفتت الصحيفة الى ان موقف امريكا تجاوز العرف الدبلوماسي بتهنئة أي رئيس جديد إلى محاولة من واشنطن لاغتنام الفرصة لتعمل على كسر الجمود بين البلدين، وهو جمود كان البيت الأبيض المسئول عنه من خلال قرار تجميد جانب هام من المساعدات لمصر، وهو ما تم اعتباره أنه انحياز من واشنطن للإخوان ووقوف ضد ثورة الثلاثين من يونيه.

ونقلت  الصحيفة عن مراقبين  قولهم ان  حجم الدعم الدولي للسيسي هو رسالة قوية للإخوان والدول التي دعمتهم ضد الدولة المصرية، ومضمون الرسالة أن الأمر قد حسم، وأن مصر بهذه الانتخابات وضعت أسس الاستقرار، وأنه لا سبيل لحديث عن عودتها إلى ما قبل الثلاثين من يونيه 2013 بأية صيغة، ولفتت الصحيفة نقلا عن مراقبين سياسيين الى ان هذا الدعم الدولى للسيسى قد يدفع قطر لان تبادر إلى التطبيع مع الوضع المصري الجديد، وهو ما سيعنى تخليها تدريجيا عن دعم الإخوان ماليا وسياسيا، فضلا عن مطالبة قياداتهم بالبحث عن أماكن أخرى للجوء بعيدا عن الدوحة الواقعة تحت ضغوط كبيرة من العواصم الخليجية.

وتابعت الصحيفة انه حال مراجعة قطر لمواقفها مع مصر ستكون تركيا هى الدولة الوحيدة التي ستجد نفسها في ورطة حيث لم يكف رئيس وزرائها عن «إعطاء الدروس» لمصر حول الديمقراطية، مشيرة الى ان تصريحات أردوغان ومسئولين أتراك آخرين حول الانتخابات المصرية اثارت الغضب في الأوساط السياسية بالقاهرة، وطرحت عددا من التساؤلات حول أسباب ودوافع هجوم حكومة أردوغان غير المبرّر على مصر، واشارت الصحيفة الى تفسير الخبراء للعداء التركي بأن أردوغان يكاد يفقد صوابه، عقب فوز السيسي برئاسة مصر بنسبة مئوية عالية،

ونقلت عن حسني محلي الكاتب المتخصص في الشئون التركية من اسطانبول أن أردوغان يبني مجده على خطاب الكراهية تحت شعارات دينية، كما نقلت عن الإعلامى نشأت الديهي - الذي استقال من قناة «تي أر تي تركيا» على الهواء اعتراضا على توجهات أردوغان – قوله إن تصريحات أردوغان وحكومته ضد مصر لا تتماشى مع وضعه كرجل دولة، لكنها تأتي من أحد أركان الإخوان والتنظيم الدولي للجماعة.
واعتبر المراقبون أنه من الواضح أن فوز السيسي برئاسة مصر، ضاعف من غضب أردوغان، وبدلا من إعادة النظر في سياساته قد يلجأ إلى مزيد من التصعيد، لكن هذا الحماس سوف يفتر، عندما يجد أن الكثير من حلفائه في الغرب غيروا مواقفهم وبدأوا يتعاملون بمرونة مع الواقع الجديد في مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق