2014-11-22

متلازمة ستوكهولم.. عندما يتعاطف المخطوف مع الخاطف


قد تكون سمعت يوما ما عن متلازمة ستوكهولم، ولكن كثير منا لا يعرف أصلها، وسبب تسميتها بهذا الاسم، ولماذا ترتبط دائما بحوادث احتجاز الرهائن.
وأوضح موقع "بي بي سي" أن هذا المصطح ظهر قبل 40 عاما، عندما قام اثنين بهجوم على بنك "كريديت بانكن" في مدينة ستوكهولم في 23 أغسطس عام 1973، واحتجزا أربعة من الرهائن لمدة 6 أيام؛ إلا أن الغريب في هذه الحادثة تعاطف المحتجزين مع الاثنين الذين قاما باختطافهما، وهما جان إيريك أولسون، وزميله "كلارك".
وفي إحدى المكالمات الهاتفية التي أجرتها "كريستين إنمارك"، إحدى الضحايا لرئيس الوزراء وقتها، قالت: "أعتقد أنك لا تقوم بشيء سوى الجلوس واللعب بأرواحنا، فأنا أثق بكلارك وبزميله، ولا أشعر بأي نوع من اليأس، فهم لم يفعلوا معنا أي شيء سيء، ولكن ما يقلقني بالفعل هو أن تتسبب الشرطة في مقتلنا."
وبعدها بعام اختطف بعض المسلحين الثوريين "باتي هيرست"، ابنة أحد أثرياء كاليفورنيا وقتها، والتي تعاطفت كثيرا مع مختطفيها وشاركتهم في إحدى عمليات السطو إلى أن تم إلقاء القبض عليها.
وعلى الرغم من أن القانون اعتبر "هيرست" مذنبة؛ إلا أن محامي الدفاع أكد خضوعها لعملية "غسيل دماغ"، وأنها تعاني مما يعرف بـ"متلازمة ستوكهولم"، والتي تفسر المشاعر غير المنطقية التي يشعر بها المختطَفون تجاه مختطِفيهم.
ومن إحدى أغرب هذه القصص؛ حالة "ناتاشا كامبوش"، والتي اختطفت لمدة ثمان سنوات من قبل "وولفغانغ بريكلوبيل" الذي احتجزها في قبو؛ إلا أنها أجهشت بالبكاء بعد سماعها خبر موته، وقامت بإشعال شمعة حيث يرقد جسده.
وأول من صاغ مصطلح "متلازمة ستوكهولم" هو الطبيب النفسي والباحث في علم الجريمة "نيلز بيجيروت"، وفي سبعينيات القرن الماضي، اهتم بهذه الظاهرة الطبيب النفسي "فرانك أوشبيرغ"؛ والذي أوضح: "يتعرض الناس لشيء يرعبهم ويعتقدون أنهم على مشارف الموت، ثم يمرون بعد ذلك بمرحلة يكونوا فيها كالأطفال غير قادرين على الأكل أو الكلام أو حتى الذهاب لقضاء الحاجة دون الحصول على إذن."
وأضاف: "قيام المختطف ببعض الأعمال الطيبة تجاه المخطوفين، كتقديم الطعام لهم، يحفز لديهم شعورا بالامتنان "لمنحهم الحياة، حيث يتكون لدى الرهائن شعور إيجابي قوي أصيل تجاه خاطفهم الذي منحهم فرصة العيش."
وعلى الرغم من أن كثيرين اجتهدوا في تعريف هذه المتلازمة؛ إلا أنه لا توجد معايير متفق عليها حتى الآن، كما أن المتلازمة في حد ذاتها ليست دليلا على الإضطراب العقلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق