2011-11-08

مجلس الشيوخ البريطاني يكرم محمود وبدران لحصولهما على جائزة أفضل الأعمال البيئية لعام 2011 نحلم برعاية مصرية كاملة لمشروع إنتاج الطاقة النظيفة من الخلايا الشمسية

بوابة شباب الثورة

استطاعا الحصول على جائزة أفضل الإعمال البيئية لعام 2011 و لم يقف صغر السن أو الدراسة عائقا في طريقهما للابتكار فقدما مشروع لتطوير الخلايا الشمسية لإنتاج طاقة نظيفة .. هما الطالبان المصرية الصغيران بدران ومحمود الفائزان بجائزة عالميه للبيئة من انجلترا وهي المرة الأولي التي تفوز فيها مصر ويقوم مجلس الشيوخ البريطاني بتكريمهما يوم 14 نوفمبر الجاري في لحظات تاريخية .

قدمت لهما الرعاية جهات عديدة أهمها أكاديمية البحث العلمي وجمعية عصر العلم ومعمل خاص حيث وفرت لهما هذه الجهات التمويل والدعم اللازم حتى توصلا لتنفيذ فكرتهما على أرض الواقع ويؤكدا أن أرض الكنانة لا تجدب وسوف تقدم المزيد من العقول المبتكرة المبدعة وفيما نص الحوار .
في البداية نود التعرف على الطفلين والأسرة وما الذي قمتم بتوفيره لهم ؟
الأخوين المخترعين بدران محمد بدران ( 12 سنه طالب بالصف الثاني الإعدادي) و محمود محمد بدران ( 10 سنوات – طالب بالصف السادس ابتدائي) من أسرة مصرية ذات جذور ريفيه مقيمين في مدينه 6 أكتوبر والوالد يعمل أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية طب القصر بينما تعمل الوالدة الدكتورة داليا النواصرة طبيبة إمراض نساء وتوليد في المستشفيات الخاصة بالجيزة وبالرغم من وجود هذا المناخ الطبي فقد اختار الأولاد مجال بعيد كل البعد عن الطب إلا وهو الطاقة الشمسية واستخدمتها .

كيف استطعتم توفير المناخ الذي ساعدهما على الابتكار ؟

في الواقع كان اختيار الأولاد لمجال غير الذي توقعناه لهما مفاجأة وربما لهذا لم نستطيع في بادئ الأمر مساعدتهما بالطريقة المطلوبة فلجا الأطفال إلي شبكة الانترنت محاولين إيجاد أجوبة للأسئلة العلمية التي يطرحونها وساعدهم في ذلك معرفتهم للغة الانجليزية والكمبيوتر.

محمود وبدران ... صفا لي ما كنتم تفعلناه لكي تصلا لهذا الابتكار وما هي الفكرة التي قدمتموها ؟

أجاب بدران بحماس عمري 13 عاما وأنا طالب الثاني إعدادي بينما محمود طالب في الصف السادس ابتدائي وعمره عشر سنوات وكلانا في التعليم المصري

وقالا : بدأ مشوارنا العلمي منذ ثلاث سنوات من خلال اشتراكنا في احد المسابقات المحلية للبحث العلمي و كانت سعادتنا كبيره حين فزنا بالميدالية البرونزية والفضية في أول مسابقه نجتازها في حياتنا وذلك عن بحث قدمناه عن الطاقة الشمسية واستخداماتها و ماهية التلوث.

و فكره اختراعنا ببساطه قائمه علي تطوير الخلايا التي تحول ضوء الشمس إلي كهرباء لتصنع من النبات بدلا من السليكون ولكن لا توجد الآن خلايا شمسيه من النبات ولكن توجد خلايا غريتسيل وهي خلايا شمسيه مصنوعة من النبات ولكنها ليست بالكفاءة المطلوبة لهذا يعتمد اختراعنا في الأساس علي كيفيه تطوير تلك الخلايا بحيث تصبح أكثر كفاءة وأطول عمرا من الخلايا الموجودة الآن

وبهذا سيقل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج عاده من احتراق الوقود لإنتاج الطاقة لان الطاقة الشمسية طاقه نظيفة كما أنه لو نجح مشروعنا سيتجه الناس للزراعة لان الشجرة ستصبح اغلي من بئر البترول وبذلك سيساعد النبات المزروع علي امتصاص ما تبقي من غاز ثاني أكسيد الكربون ألا وهو السبب الأساسي لظاهره الاحتباس الحراري .

ماذا عن مسيرتكما العلمية ؟

في العام التالي حاولنا تنفيذ بحثنا بطريقه عمليه وذلك عن طريق عمل مشروع لشحن الموبايل بالطاقة الشمسية ولكن بالرغم من فوزنا بجائزة في مسابقه إنتل للعلوم والهندسة الذي أقيم في مكتبة الإسكندرية برعاية جمعيه عصر العلم

إلا أننا لم نكن راضيين عن مشروعنا لأن الخلايا الشمسية التي استخدمناها

كانت كبيره الحجم وغالية الثمن وقليله الكفاءة ومن هنا بدأنا نفكر في كيف نطور الخلايا الشمسية

ما هي أهم المشكلات التي واجهتكم لتنمية مواهبهم؟

أهم مشكله واجهت الأولاد هي كيفية الحفاظ علي حقوقهم الفكرية والحصول علي براءة الاختراع الذي يعد مشكله فعلا بالنسبة للأطفال في مثل عمرهما ويتمني بدران ومحمود ان يكون هناك استمارة براءة اختراع أسهل وميسره للطلاب تحت سن 18 سنه لأنه ليس من المقبول أن الاستمارة التي يملئها طالب في ابتدائي هي نفسها التي يقدمها أستاذ الجامعة علي أن يتم النظر في طلبات الأطفال سريعا وليس بعد سنه ونصف كما هو متبع الآن .

ما هي عدد ساعات المذاكرة المخصصة يوميا لهما وهل أعددتم لهما برنامج معين حتى لا تؤثر أبحاثهم علي دراستهم ؟

بدران ومحمود والحمد لله طالبين متفوقين ويبذلان الكثير من الوقت في دراستهما حتى يستطيعا التوفيق بين الدراسة والمعمل وهما يحلمان دائما أن تكون هناك مدارس للمتفوقين للمرحلة الابتدائية و الإعدادية وليست الثانوية فقط كما هو الحال الآن بحيث أن تكون الأبحاث والتجارب جزءا من الدراسة

بالتأكيد يقبل محمود وبدران على المواد الدراسية بنهم وحب ..ما هي المواد التي لاحظتي فيها تفوقهما ؟

أولادي يعشقان مواد الرياضيات وماده العلوم وكذلك اللغات ومحمود يعشق الكمبيوتر .

هل تريان أن التعليم المصري يمكنه أن يقدم نماذج بديلة من المبتكرين والمخترعين ؟

ليست المشكلة في التعليم المصري ولكن في المقررات و في طريقه التدريس والامتحانات التي تعتمد أساسا علي الحفظ أكثر من الفهم .

ما أهم الجهات التي قدمت الدعم لهما ؟

وفقنا الله كثيرا فقد وجد أولادي الكثير من الدعم العلمي من خلال معمل نانوتك والدكتورة مني بكر و يضيف محمود بحماس قائلا : من خلال المعمل و دكتورة مني أصبح لدينا أمل أن تتحول أفكارنا من مجرد فكره علي ورق إلي اختراع حقيقي ويضيف بدران أنه في المعمل حصل علي دوره علمية و تدريبيه عن كيفيه صنع الخلايا الشمسية من الصبغات النباتية

و من جانبها تضيف الوالدة عن الدعم المادي قائلة لقد وافقت جمعيه عصر العلم علي تبني سفرهما إلي انجلترا لتسلم الجائزة كما أن مكتبه الإسكندرية تدعمهما بمبلغ مبدئي حي يستطيعا أن يبدءا تنفيذ مشروعهما وأشار الوالد إلي أن الدعم النفسي للأولاد وجدوه في أحضان اتحادالمخترعين المصريين وبالطبع لا يمكن أن ننسي دور أكاديمية البحث العلمي حيث حصلا كلاهما علي جائزة المركز الأول علي مستوي الجمهورية في مسابقه المخترع الصغير برعاية دكتور محمود صقر نائب رئيس الأكاديمية

هل كان للمدرسة دورافي تنمية موهبتهما ؟

بالتأكيد .. المدرسة كان لها دور أساسي في توفير الوقت اللازم للاشتراك في المسابقات والمؤتمرات دون أي ضغط علي الأولاد و لكن من الناحية العلمية فالمعامل المتوفرة في المدارس عموما ليست كافيه لهذا النوع من الأبحاث وكذلك المادة العلمية المطلوبة ومن هنا تأتي أهميه وجود مدرسه للمتفوقين في هذا السن وخاصة أن هناك العديد من الأطفال الموهوبين في مصر

ماذا عن المحيط العائلي ألم يلعب دورا في نبوغ الأبناء ؟

المحيط العائلي له دور بالطبع فبعد أن اقتنعت بإصرار أولادي علي إكمال ما بدأوه

حاولت أن اتبع معهما المنهج العلمي الصحيح وذهبنا بهما إلي المختصين و أساتذة الجامعات وبعد أن أكدوا لنا مصداقية الفكرة و إمكانيه تنفيذها تقدمنا بطلب براءة الاختراع العام الماضي لنحفظ لأبنائنا حقوقهما الفكرية وبعد ذلك بدأنا نبحث عن المكان الأنسب لتنفيذ المشروع وهنا يأتي دور منظمه اليونسكو وجمعية عصر العلم في توجيهنا إلي المكان الصحيح لرعاية مثل تلك الأبحاث التي تخص الطاقة الشمسية ودائما ما أتابع مع الدكتورة مني مدي تقدم الأولاد وكذلك مع كل الأساتذة المختصين في المعمل لكني اعترف أن المناخ العلمي العائلي وحده ليس كافيا لدعم المخترعين

توجهت بسؤالي للطفلين .. من هو مثلكما الأعلي ؟

أجاب بدران بلا تردد.. مثلنا الأعلي هما الأخوين رايت اللذان استطاعا أن

يصنعا أول طائره ناجحة غيرت العالم وجعلت بإمكان كل الناس الآن أن تنتقل عن طريق السماء بدلا من الأرض وسر إعجابي بهما أنهما مثلنا أخوه جمعهما حب العلم و استطاعا بالعمل والجهد أن يغيرا العالم

و عندما نظرت إلي محمود .. قلت له هل تتمني أن تغير العالم أنت أيضا ؟

نظر بابتسامة وقال : من غيروا العالم من مخترعين لم يكونوا أزيد منا في شيء ولكنهم أشخاص مثلنا امنوا بفكره معينه و أصروا علي تحقيقها مهما واجهوا من فشل او صعوبات في بداية الطريق

هل حصلتم علي جوائز أخري من خارج مصر ؟

حصلنا علي جوائز و آخرها الميدالية الذهبية للأطفال المخترعين في أوكرانيا وذلك بعد أن اشتركنا في المسابقة عن طريق الانترنت والحمد لله فزنا ولقد طلبنا من القنصلية المصرية أن تتسلم عنا الجائزة ولقد رحبوا جدا بذلك ووجهوا لنا التحية .

و أضاف محمود

أن الجوائز الحاصلين عليها في مجال البيئة جائت من منظمه اكشن فور ناتشر الأمريكية علي شهاده تقدير تفيد بأهمية مشروعنا وتنميته و أظن أنها كانت مفيدة جدا لقبول اشتراكنا في مسابقه جرين آبل العالمية

ماذا تمثل لكما – كوالدين – لحظة تكريمهما واختيارهما لدخول مجلس الشيوخ البريطاني ؟

قالت الدكتورة داليا : بصراحة وبالرغم من حصول أولادي علي جوائز أخري عالميه ومحليه إلا أن خبر فوزهما بجائزة جرين ابل لأفضل الأعمال البيئية علي مستوي العالم لعام 2011 أبكاني لأني مازلت اذكر إلي الآن لحظه اشتراكهما في المسابقة وحلمهما الصغير بإدراج اسم مصر فقط من ضمن المشتركين حينها قال محمود سنشترك حتى يعلم العالم أن مصر فيها عقول تفكروتأتي المفاجأة بأن أولادي من بين 500 مشروع مشترك من كل دول العالم قد فازوا بالجائزة

وسيذهبون حاملين اسم مصر ليتسلموا الجائزة تحت قبة البرلمان الانجليزي وفي قصر العموم

وقال بدران : كنت كثيرا ما أري القصر البريطاني لمجلس العموم وتغير الحرس أمامه علي شاشه التلفزيون ولم أتخيل للحظه أنني سوف اكرم يوما ما فيه

ويضيف محمود الجائزة شرفيه لكن لها مزايا عديدة فالآن بإمكاننا أن ننشر مشروعنا في الكتاب الأخضر البريطاني ليكون جنبا إلي جنب أهم وأشهر المؤسسات البيئية في العالم ويعلق الوالد قائلا :أظن أن أهم ميزه لهذه الجائزة انه أصبح بإمكان أولادي الترشح لنيل جائزة المفوضية الأوربية للبيئة وهو ما لم يحدث أبدا لأي مشروع مصري من قبل وأضافت الأم بتأثر و لأول مره تفوز مصر بتلك الجائزة وتمنح لأطفال للمرة الأولي أيضا .

بدران ... ماذا ستكون كلمتك ساعة استلام الجائزة ؟.

أجابني محمود مقاطعا بدران ... سأقول إننا مصريان ومقتنعان أن بإمكاننا أن نغير مصدر الطاقة لنجعلها نظيفة ونحمي البيئة من خطر الاحتباس الحراري عن طريق استخدامنا للشمس والنبات فقط شرط ان نتعلم كيف نستفيد منهما بطريقه صحيحة

وكما أن الفراعنة غيروا العالم من قبل فمن الطبيعي أن أحفادهم يحلمون مثلهم

ربما كنا صغارا لكننا نحمل حلما ونتمنى ان نحققه عن طريق العلم والعلم لا يعترف بالسن ولا الجنس ولا اللون .

ما هي هواياتكما؟

قال محمود :ربما ركوب الدراجات هي أهم هواية رياضية لنا فانا فاشل جدا جدا في الكره بينما بدران فاشل فقط أما الألعاب الاليكترونية فنحن نمارسها يوم الخميس فقط خلال الدراسة

سالت الأم عن طموحاتهما في المستقبل ؟

أشار بدران أنه يسعي للتأكد من تنفيذ الاختراع وضمان نجاحه وقال محمود أحلم أن اكون اصغر عالم ينال جائزة نوبل

وقال الاثنان في صوت واحد يجب أن تنتج خليتنا الشمسية في مصر ويكتب عليها صنع في مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق