أصيبت ثلاث شقيقات هنديات بمرض نادر جعلهن أشبه بالذئاب؛ حيث غطى الشعر الكثيف أجسادهن بالكامل من الرأس إلى القدمين.
وأوضح خبراء أمراض جلدية أن سبب هذه الحالة هي مرض "متلازمية الذئب"؛ الذي يصيب شخصاً من أصل مليار، وهو مرض وراثي في أغلب حالاته، ويكون علاجه عن طريق ضبط الإفراز الهرموني عند المريض، ثم إزالة الشعر بالليزر.
وذكرت صحف بريطانية أن الأخوات الثلاث (سافيتا، 23 عاما)، و(مونيشا، 18 عاما)، و(سافيتري، 16 عاما) يعشن في قرية صغيرة بالقرب من مدينة "بيون" بالهند، وقد ورثن هذا الاضطراب من والدهنّ.
وتحاول كل فتاة أن تعالج مرضها بواسطة الكريمات، على أمل أن تتمكن يوما ما من إزالة الشعر الكثيف بواسطة الليزر؛ لتصبح قادرة على العيش بشكل طبيعي، وأن تحقق حلمها بالزواج.
من جانبها، أوضحت والدة الفتيات أنيتا، 40 عاما، أن زوجها عانى من هذا المرض؛ لكنها أجبرت على الزواج منه، خوفا من القتل الذي هددها به عمها، عقب وفاة والديها.
وقالت أنيتا: "كنت في الـ12 من عمري عندما اكتشفت يوم زفافي أن الشعر يغطي وجه زوجي بأكمله حتى أذنيه؛ وكنت خائفة جدا، ولم أكن أعرف أي نوع من الرجال يكون هذا".
من جانبها، قالت الابنة الكبرى سافيتا، التي تستخدم كريما خاصا لمنع نمو الشعر: "عندما كنت أذهب للمدرسة كان زملائي يصرخون من الخوف، ويمتنعون عن الجلوس إلى جانبي، وبالنسبة لمسألة الزواج فلا أعتقد أنها ستتم مادام الشعر ينمو في أجسادنا".
وعن كيفية العلاج من هذا المرض، قال الدكتور عبد السلام الظواهري، استشاري الأمراض الجلدية: "يتم في البداية ضبط الإفراز الهرموني المتسبب في وجود هذا الشعر بكثافة، ثم تتم إزالة الشعر بالليزر"، موضحا أن إزالة الشعر بالليزر تقضي عليه تماما.
وأوضح الظواهري أن: "الإصابة بهذا المرض إما أن تكون ناتجة عن أسباب وراثية، أو نتيجة عن قيام الغدة فوق الكلوية قبل البلوغ بإفراز هرمونات تتسبب في كثافة الشعر، أو إفراز المبيض لمواد ذكورية بعد البلوغ".
وأشار إلى أن "الوقاية من هذا المرض لا تكون إلا قبل الحمل، من خلال التحكم في الصفات الوراثية للحيوان المنوي والبويضة، كما هي الحال في أطفال الأنابيب، أو في أثناء الحمل، من خلال الكشف المبكر على الجنين بالأشعة فوق الصوتية، والتأكد من خلوه من التشوهات".
بدوره، أكد الدكتور مصطفى أبو العلا، أستاذ أمراض الجلدية بجامعة القاهرة، على أن أسباب هذا المرض إما أن تكون وراثية، أو أحد أعراض السرطان الذي يصيب الجهاز الهضمي.
وأوضح أن العلاج يكون بإزالة الشعر بالليزر، مشيرا إلى أنه كلما كان لون البشرة داكنا، كلما استغرقت عملية الإزالة وقتا أطول، والعكس صحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق