دعت صحيفة "معاريف" العبرية، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى الإسراع فى تهدئة مخاوف المصريين من مشروع حكومته، لإنشاء قطار يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، يحتمل أن يكون بديلا عن قناة السويس التى تشكل دخلا كبيرا للمصريين.
وقالت الصحيفة: هناك عناصر فى مصر تتهم إسرائيل بمحاولة الإضرار بالاقتصاد المصرى عبر إنشاء هذا القطار، وطالبت الحكومة بألا تظهر هذا المشروع وكأنه بديلا عن القناة المصرية، كما يحاول أن يفعل الآن العديد من المتحدثين باسم الحكومة الإسرائيلية، ورأت أن المشروع ليس الهدف منه إلا تطوير منطقة النقب وإيلات.
ووصفت الصحيفة القطار، بأنه فرصة نادرة وكبيرة لإسرائيل مضيفة أن كلا من وزارتى المالية والنقل قامتا بوضع خطة المشروع فى الأدراج لسنوات طوال، والآن يعود المشروع للنور، كما أن شركات صينية ذات خبرة فى مجال القطارات مستعدة لأن تحمل على عاتقها تنفيذ المشروع، لكن أبرز عقبات التنفيذ هى التمويل الذى يتطلب مليارات الشيكلات.
وأضافت أن المشروع سيقوم بتطوير منطقة النقب الحدودية مع سيناء كما ستستفيد من هذا المشروع مدينة إيلات السياحية حيث يوفر هذا المشروع إمكانية إقامة مطار دولى بجنوب إسرائيل وعدد من المناطق السياحية الجديدة.
في المقابل قلل خبراء اقتصاديون وبحارون مصريون من أهمية المشروع الإسرائيلي بإنشاء قطار سريع مواز لقناة السويس، ووصفوه بأنه مجرد مناوشات سياسية لا تؤثر على حركة الملاحة بالقناة، مستغلة اضطراب الأوضاع الداخلية بمصر.
كانت إحدى الصحف الصهيونية ذكرت، أن مجلس الوزراء الإسرائيلى سيناقش خلال جلسته الأسبوعية، مشروعًا خاصًا بمد سكة حديدية سريعة، تربط بين مدينتى "إيلات" و"تل أبيب" لنقل البضائع بصورة أسرع من قناة السويس، ويسمى بـ"ثروة هائلة" لضرب الاقتصاد المصرى، وحركة الملاحة فى القناة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القطار سيتم الاتفاق عليه مع الصين لإمكانية تشغيله بالطاقة الكهربائية، وسرعته 300 كيلو متر فى الساعة، على أن يقطع المسافة بين المدينتين، خلال أقل من ساعتين.
وقال محمد الحداد، رئيس مجلس إدارة النقل البحرى لـ"المصريون": "إن ما يتردد من أنباء عن إنشاء الكيان الصهيونى "قطار سريع"، ما هى إلا مناوشات سياسية تتلاعب بها، لم تحرك لنا ساكناً، ولكنها تستغل حالة الاضطرابات التى تمر بها مصر، وإن هذا الأمر لا يؤثر على حركة الملاحة فى قناة السويس".
وأضاف أن المستثمرين يفضلون استخدام النقل البحرى، لأنه أرخص فى التكلفة ويسمح بنقل أكبر كميات ممكنة من البضائع، ولا تفرق معهم سرعة النقل، مؤكداً أن الشعب المصرى حريص على المصلحة العامة، وخاصة أنه بمرور عام على الاحتجاجات والاعتصامات، لم يمس أحد قناة السويس أو الموانى البحرية أوالقطاع البحرى بأكمله.
وأشار إلى أن الكيان الصهيونى إذا نفذ هذا المشروع، فلن يلقى قبولا، لأن حجم عربة القطار لا تستطيع حمل الأحمال التى تنقلها السفن، بالإضافة إلى تعدد النقل والتفريغ من مكان لآخر، فهو يكلف المستثمر مبالغ مالية أكثر بكثير من النقل البحرى.
وأشار اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجي، إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد خططاً محكمة ومحاولات من الكيان الصهيونى لضرب الملاحة بقناة السويس، لتمكنها من إنشاء مشروع خط السكة الحديدية، مؤكداً ضرورة تنبه المصريين لهذه المخططات، لأنهم يستغلون أى اضطرابات تحدث فى قناة السويس لصالح مشروعهم.
وقال أسامة الغيث، الخبير الاقتصادى: "ما يردده الكيان الصهيونى ما هو إلا مجرد ادعاءات وهمية، لن تؤثر على حركة الملاحة بقناة السويس، أو اقتصادها، خاصة أنهم ادعوا من قبل أنهم سيشقون قناة ملاحية تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، عن طريق البحر الميت، ولكن لأسباب طبوغرافية خاصة بدولة فلسطين، ولم يستكمل إنشاؤه".
وأضاف أن نوعية الشحنات للنقل البحرى تختلف عن النقل بالقطار، حيث إنه يحمل أوزانًا كبيرة وثقيلة، لا يستطيع القطار على حملها، مطالباً الخبراء والعلماء ضرورة دراسة المخاطر المستقبلية التى من الممكن أن يستغلها العدو الصهيونى فى المستقبل.
وأشار إلى أن هذا الأمر يتطلب تفريغ البضائع الآتية من آسيا، وتحميلها فى القطار ثم بعد ذلك تفريغها من القطار وتحميلها للسفن مرة أخرى، وهذا يستغرق وقتًا ومالاً، لا يوافق المستثمرين أن يتكبدوه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق