اعتبر الدكتور عزمي بشارة، الكاتب والمفكر السياسي، أن: "رأيه بشأن زيارة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية، للقدس، سيكون سلبيًا من دون تخوين".
وكتب بشارة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، (فيس بوك)، اليوم الخميس: "قيل الكثير حول زيارة مفتي الديار المصرية إلى القدس، ورأيي بشأنها وبشأن مثيلاتها، سلبي للغاية من دون تخوين؛ فهنالك آراء واجتهادات في الموضوع، ولكن الدول العربية يجب أن توقف هذا الأمر".
وقال بشارة: "أود بشكل خاص أن أناقش من يقول إن مثل هذه الزيارات تساهم في صمود أهل القدس؛ أي يعتبرها ضمن استراتيجية الصمود في غياب المقاومة، وهذه لغتي وليست لغة أصحاب هذا الرأي، ومنهم رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس أبو مازن، والحقيقة أولاً أن هذه الزيارات تكسر الحاجز النفسي الهام في زيارة إسرائيل، فهي تفتح الباب لزيارات تضامنية كما يبدو لأول وهلة، ولكنها تفتح الباب أيضًا لمن شاء أن يزور إسرائيل لأسبابه، وأن يعرج في طريقه على الأقصى فتتحول زيارته إلى نضالية، ومن الذي سيميز بينهما واضعا الحد الفاصل؟ ومن سيزايد ويجازف بتحمل تهمة المزايدة؟ ومن الذي سوف يمنح شهادات وطنية كما سوف يتساءل هؤلاء؟ ومن هنا فإقفال الباب لغير الفلسطينيين أفضل".
وتابع: "ثانيا، إذا كانت هذه استراتيجية فهي استراتيجية تتحكم بها إسرائيل بشكل كامل، فهي تسمح بها وتمنعها متى شاءت، وقد منعت إسرائيل أخيرا زيارة المتضامنين الأجانب، رغم أنهم من دول صديقة لها وحيث لا شبهة تطبيع، وأعادتهم من المطار، فلماذا تسمح بزيارة المتضامنين العرب؟".
وأجاب بشارة على سؤاله بقوله: "سوف تسمح إسرائيل بزيارة المسؤولين العرب فقط؛ لأنها تفيد في منح الشرعية للسيادة الإسرائيلية، وسوف تمنع أي تدفق جماهيري نضالي، فماذا يبقى من هذا كله؟ (يبقى التطبيع)".
واختتم قائلاً: "ثالثا وأخيرًا لنفكر، فهذه دولة تمنع أهالي الضفة الغربية من زيارة القدس، بل تمنع أهل القدس من زيارتها بعد أن تسحب هوياتهم، ولكنها تسمح بزيارة عرب من الخارج للقدس، فلابد أن هنالك سببًا، وحين لا يكون الأمر لفائدتها، فهي التي تمنع الزيارة أيضًا، ومن يطلب الإذن للزيارة، يعرف أن من يمنح الإذن يمنع الإذن، ولكن نسينا في خضم التفاصيل أين موقع الصمود في الموضوع هذا كله؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق