2012-05-18

واشنطن بوست : مرسي يفتقد للكارزما ، وشعبية الإخوان في انحدار



تري صحيفة " واشنطن بوست " – الأمريكية – إن الرصيد السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في انحدار شديد ؛ إذ أثبتت الفترة القصيرة التي هيمنت فيها الجماعة علي البرلمان قد "خيبة أمل" المصريين فيهم . لافتاً إلي عدم وفائهم بعودهم لدرجة دفعت الكثيرين يصفونهم " بالخونة " وأدائهم الضعيف داخل البرلمان .
وتسألت عما إذا كانت رياح ما بعد الثورة قد استقرت بعد ، ليحافظ مرسي علي النجاح الذي حققته الجماعة خلال الانتخابات البرلمانية في انتخابات الرئاسة التي ستجري الأسبوع القادم ؟
وقالت إن شعبية الجماعة قد انخفضت بين الأحياء التي تهيمن عليها الطبقة العاملة كحي العباسية لافتاً إلي قول أحد السكان هناك " بأن عشية الانتخابات البرلمانية ؛ فإن النشطاء التابعين لجماعة الإخوان المسلمين أقاموا أكشاكاً لبيع الخضروات واللحوم المدعومة لهم والتي مدت حشود غفيرة ؛ لكن بمجرد الاعلان عن فوزهم بأغلبية برلمانية اختفي هؤلاء النشطاء ، وشعر الناس أنهم قد " خدعوا" .
واعتبرت الصحيفة أن الالتفاف معظم المصريين حالياً حول الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الإسلامي المطرود من الجماعة ، والدكتور عمرو موسي – وزير الخارجية ، وأمين عام الجامعة العربية سابقاً ؛ إنما يعكس رغبة المصريين في رجل دولة أكثر شمولية وأقل تعصباً فيما يتعلق بدور الإسلام في الحكم من أولئك الذين لهم الهيمنة علي البرلمان .
وأوضحت أن هناك قلق عميق بين الحرس القديم داخل الجماعة بشأن سباق الانتخابات الرئاسية ونسبت إلي قيادي في الجماعة القول – لم يرغب الكشف عن هُويته – " " أعتقد بأنهم قد ارتكبوا خطأً حينما قطعوا علي أنفسهم عهداً ثم تراجعوا فيه ... لكونهم إسلاميين كان ينبغي أن يلتزموا بالعهد . الناس باتوا يطلقون علي الإخوان الآن وصف " خونة " ."
ونقلت عبد الحميد أحمد عبد الله (69) عاماً – سائق تاكسي - قوله إن شعبية الإخوان المسلمين قد انخفضت في حي إمبابة بالقاهرة ," لقد هيمنوا علي البرلمان بسبب علاقاتهم المترسخة في المناطق الريفية ، لكن أدائهم الهابط في البرلمان قد ألحق الضرر بهم " .
وأشارت الصحيفة إلي أن بعض قادة الجماعة البارزين قد أقروا – أنفسهم – افتقار موسي " للكارزما " خلال تصريحاتهم ؛ لكنهم أبدوا اعتراضهم علي اعتبار حملته الانتخابية " مُتخبطة " لافتاً إلي قول الدكتور عصام العريان – نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بأن " مصر لا تحتاج لرئيس ذو كارزما ... ولكنها تحتاج لرئيس قادر علي التعامل مع الحكومة والبرلمان علي حد سواء" .
وأشارت إلي أن البرلمان الذي بات يهيمن عليه الإخوان لم يمرر أي من القوانيين الاجتماعية منذ جلسته الافتتاحية في يناير الماضي . إذ خُيب ظن الكثير من المصريين حينما رفضت الجماعة اعطاء الأولوية لإلغاء قانون الطوارىء الذي استخدم علي مدي عقود لقمع الجماعات المعارضة . فضلاً عن عجز الجماعة عن ايقاف القوات المسلحة عن إحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية ، ووضعها قيوداً فقط لمنع لرئيس القادم من فعل ذلك .
وتابعت إنه علي الرغم من التصريحات العلنية التي تنتقد فيها المجلس العسكري في بعض الأحيان ، إلا أن كان هناك ما يشبه من علاقة تعاونية بينها وبين المجلس العسكري ؛ إذ كانت تمنع احتشاد انصارها للتظاهر ضد العسكري مما دفع بقية القوي السياسية اتهامها "بالانتهازية ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق