2012-07-02

صحيفة فرنسية تظهر «ليلى الطرابلسي» لأول مرة بالحجاب

الجزائر – ظهرت زوجة الرئيس التونسي المخلوع ليلى الطرابلسي، لأول مرة منذ اندلاع الثورة في 14 يناير 2011، وهي ترتدي الحجاب، انطلاقا من مكان تواجدها السري بالمملكة العربية السعودية، بعد أسبوع فقط من صدور كتابها "حقيقتي".
وفي حوار حصري أجرته معها صحيفة "لوباريسيان" الفرنسية، يوم الأحد، عبر "السكايب"، وظهر عبرها للحظات قليلة الرئيس السابق أيضا زين العابدين بن علي بلباس رياضي، ليدحض ربما الشائعات حول تدهور حالته الصحية، قالت ليلى الطرابلسي أنها قررت إصدار كتابها "حقيقتي" للرد على "الهجمة الإعلامية الشرسة التي استهدفتني في تونس، وفي عدد من الدول الأخرى، من دون أن تكون لي الفرصة للدفاع عن نفسي، وقد قضيت مرحلة مؤلمة جدا إثرها".
وعادت ليلى الطرابلسي لتؤكد ما كتبته في كتابها الأخير، بأن ما حصل في تونس كان " انقلابا عسكريا مخططا من الخارج، وأنا لا أعتقد مطلقا بوجود ثورات عفوية ناتجة عن مطالبات شبابية".
وحول يوم الهروب الكبير قالت الطرابلسي "لم تكن لدينا النية أبدا في الهروب، لكن الفكرة لم تكن من زوجي بل كانت من علي السرياطي، قائد الأمن الرئاسي، وهو الذي فعل المستحيل لإقناع زوجي بركوب الطائرة رغم أنه لم يكن يريد ذلك، لقد ذهبنا من دون حقائب ولا أموال ولا جوازات سفر". ثم تضيف "إنه في نفس ذاك اليوم، اتصل "برنار سكوارسيني" بابنتي المتواجدة بباريس ليخبرها بأن لا تخشى شيئا على أبيها، كونه قد غادر إلى العربية السعودية" متسائلة كيف كان بإمكانه معرفة أننا قد غادرنا باتجاه السعودية بتلك السرعة؟.
ونفت زوجة بن علي أن يكون زوجها قد أعطى الأوامر بقتل المتظاهرين، "وكدليل على ذلك، فإن محامي زوجي طلب أن يتم تحويل تسجيلات المكالمات الهاتفية التي جمعته بوزير الداخلية بهذا الخصوص إلى العدالة، غير أن الغريب أن الحكومة الانتقالية رفضت ذلك.. ولا يسعني هنا إلا أن أتعطف مع عائلات الضحايا ال 300 ، وأن أقدم لهم جميعا تعازي الخالصة، رحمهم الله وأسكنه فسيح جنانه".
وحول علاقات قصر قرطاج برجال الإيليزيه قالت الطرابلسي "لقد كان دعمهم لنا حاصرا دائما، مرة قال لنا الرئيس جاك شيراك، كيف أمكنكم تحقيق هكذا اقتصاد مزدهر في بلد لا يمتلك أي موارد طبيعية؟" قبل أن تعبر عن خيبة أملها في مواقف ساركوزي في اللحظات الأخيرة " لقد أصبنا بخيبة أمل كبيرة لأن ساركوزي لم يدعمنا في تلك الأوقات، بل لقد أوعز لبعض الجهات بالقول إن فرنسا لا تريد استقبال عائلة بن علي على الأراضي الفرنسية" مثنية في هذا الإطار على مواقف "فرديريك ميتران" وزير الثقافة في عهد ساركوزي.
وبلغة غير معتادة منها إطلاقا، وفيها الكثير من الشعبوية، أضافت الطرابلسي " أنا ابنة الشعب، ولم أكن لأهتم بالسياسة أبدا، ويومياتي كانت مخصصة للأعمال الخيرية والاجتماعية، الله يعلم أني لم أكن أريد إيذاء أحد وإذا كنت قد أخطأت في حق أي أحد فأنا أطلب منه السماح"، لكنها في المقابل اعترفت بأنها كانت تحاول مساعدة أقاربها على العيش الأفضل، " بالفعل لقد ساعدت أحد أخوتي على الحصول على قرض لكنه سدده قبل أن يتوفى".
كما اعترفت ليلى الطرابلسي أنه كان من المفروض أن تكون هنالك حريات أكثر في تونس، وأنها متفائلة بمستقبل تونس، وأنها تحلم بأن يجد بلدها الأمن والاستقرار، وأن تمنح لأقاربها الذين اتهموا بسبب أسمائهم فرصة المحاكمات العادلة، "بما فيهم أنا زوجي، لكن عندما تخرج البلد من دائرة الكراهية والانتقام، وتكون هناك مؤسسات قضائية حقيقة".
وختمت الحوار بتأكيدها على أن صحة بن علي جيدة، وأن علاقتهما الزوجية في غاية التناغم، وأنها تود إبلاغ كلمة كتبها زوجها وطلب نقلها للشعب التونسي وهي كالتالي "أتمنى أن يتذكر الجميع أن تونس لمدة 23 سنة من حكمي لها، طورت بشكل كبير مستوى المعيشة لكل تونسي وجعلت من تونس دولة عصرية يذكرها العديد من الأمم كمثال يقتدى، غير أني أعترف أنه كان هنالك برامج وحريات ينبغي إقامتها، أتمنى أن لا يظلمني التونسيون وأن يتذكروا الطريق الذي قطعناه معا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق