كان هذان سؤالين بين عدد كبير من الأسئلة وجهها مخرج الأفلام الإسرائيلى الساخر إيتمار روز فى فيلم تسجيلى عن «يوم فى المتحف الحربى» فى تل أبيب، بُث أمس على موقع يوتيوب. ويصور الفيلم العرب، على لسان أطفال إسرائيل «الأبرياء»، على أنهم أهداف مشروعة للقتل، وكلمة «أقتل» و«أدمر» مترادفات مُحببة للأطفال.
الفيديو الذى يبدأ بموسيقى رقيقة يصور الأطفال وهم يتقافزون فوق الدبابات ويتدربون على استعمال الرشاشات والبنادق الآلية والقنابل اليدوية. ثم يتجول مخرج الفيلم بينهم موجها إليهم عددا من الأسئلة بينها: كم شخصا سوف تقتل عندما تكبر؟ يرد طفل صغير جدا متلعثما: 85.
ويسألهم «روز»: فى أى الجبهات تحب أن تحارب؟ فتتنوع الإجابات على لبنان وغزة والضفة. ويعود «روز» ليسأل طفلا آخر: «هل تخاف من الخدمة فى غزة حيث الشوارع والأزقة ضيقة؟»، فيجيبه الصغير: «لا إن أصابونى، زملائى سوف يساعدوننى».
سؤال آخر: «أى الوحدات تحب أن تحارب فيها؟» فتتنوع الإجابات بين سلاح الطيران والمدفعية والبحرية إلخ.
فيلم روز الجديد والصادم يعيد للأذهان فيلما مشابها يصور بعض فتيات المدارس الإسرائيليات وهن يكتبن -ما سمينه ساخرات- «رسائل حب» لأطفال لبنان على قذائف المدفعية التى أطلقت على لبنان فى عام 2006، وقتلت 1200 مدنى.
وفيما يشبه الدفاع والتبرير، أُضيف للفيلم -الذى يستغرق 3 دقائق و47 ثانية- بعد ساعات قليلة من بثه العبارات التالية: هذا فيلم عن تأثير المتاحف الحربية على الأطفال. هذه المتاحف موجودة فى دول أخرى حول العالم وليست قصرا على إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط. الفيديو تم تصويره فى إسرائيل لكن يمكن تصويره فى أى منطقة أخرى من العالم فى حالة حرب، والمناخ فى هذه الدول يؤثر حتما على الأطفال وآرائهم. ومن المعروف أن المجتمع الفلسطينى يشجع على مستويات عالية من التحريض والكراهية فى نظامه التعليمى الذى يتضمن معسكرات قتالية للأطفال بداية من سن الخامسة.
محتوى الفيديو الجديد يعيد للأذهان أيضا رسالة شهيرة أرسلها تلاميذ المدارس الحكومية الدينية الإسرائيلية من الصف السابع إلى العاشر -المرحلة الإعدادية عندنا - للجنود الإسرائيليين الاحتياط عند اقتحامهم مدينة «طولكرم» أثناء انتفاضة الأقصى التى بدأت فى عام 2000 بسبب اقتحام آرئيل شارون لساحة المسجد الأقصى، الرسالة التى نشرها وقتها عدد كبير من وسائل الإعلام كانت تقول: «عزيزى الجندى، تجاوز كل القوانين، واقتل أكبر عدد من العرب؛ فالعربى الطيب هو العربى الميت، فليحترق كل الفلسطينيين فى جهنم».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق