2013-03-23

كتاب فرنسي : المتظاهرون خدعوا حين تحدوا النظام أملا في التغيير ثم سرقت منهم ثورتهم


وصفت جريدة لوموند الفرنسية مؤلف كتاب "المخدوعون في الثورة" أنه من هؤلاء الديمقراطيين والجمهوريين الذين آمنوا بالربيع العربي التقدمي ولم يعوا كيف استطاع التيار الديني أن يفرض نفسه على صناديق الانتخابات.
وتقول لوموند أن الكتاب يعد جولة في بلدان الربيع العربي ومحيطه ما بين قطر والمغرب و مصر وليبيا وتونس والجزائر من أجل جمع الشهادات لمن ناضلوا من أجل الديمقراطية ووجدوا أنفسهم اليوم مهددين بأنظمة ديكتاتورية متنوعة.
ويقول مؤلف الكتاب، الفرنسي ماتيو جيدار، في حوار مع جريدة لوماتان السويسرية، إنه يقصد بالمخدوعين " الآلاف من المتظاهرين الذين تحدوا النظام، متسلحين بحلم التغيير". هؤلاء الذين خاب أملهم، الصائحون بمقولة: "لقد سرقت منا ثورتنا".
ويعتبر جيدار، أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة تولوز، أن المخدوعين يتجسدون أيضا في المجتمعات الغربية الذين خدعتهم الديكتاتوريات وساقتهم إلى خطاب يريد الغرب سماعه، وظنوا أن التغيير يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها.
ويرى خبير العلوم الجيو-سياسية في العالم العربي والإسلامي أن المشكلة تكمن في تصور القوى والأحزاب السياسية للمجتمع. فهناك في وجهة نظره من يحمل رؤية تقدمية تسعى لاستمرار النظام القديم مع القطيعة مع الديكتاتورية والمزيد من الحرية، وهناك من جانب آخر من يطرح القطيعة الكاملة مع النظام القديم.
ويجيب عن سؤال حول ما إذا كانت الثورات قد عمقت الانقسام داخل البلاد، "هذه البلدان كانت توحدها أنظمة قمعية بالحديد والنار، وفكر قومي لا يلين، ولكن وراء ذلك كان هناك الفساد وإنعدام الحريات.
ويؤكد أن الثورات أظهرت النقائص العقائدية والسياسية والجغرافية في المجتمعات المختلفة.
ويقول جيدار إنه بعد عامان من الثورات في تونس ومصر وليبيا، المشكلة ليست في الإسلاميين، بل في صدام التصورات. فهناك أغلبية من الذين قاموا بالثورات ينتظرون أن يتغير كل شيء جذريا بين يوم وليلة، ولا يلبثوا أن يجدوا أنفسهم في خلال عامين داخل هياكل مجتمعية متطابقة، ومشكلات إقتصادية، وأزمات يومية متكررة في نواحي خدمات المياه والكهرباء.
لاينكر الباحث الفرنسي أن الشعور بالخداع تتقاسمه الشعوب اليوم، ويؤدي أحيانا إلى العنف واليأس. "والأمر يتطلب، كما يؤكد جيدار، المزيد من الوقت لإعادة البنية التحتية، وتغيير التعليم والدخول في مجتمع التعددية الحزبية الذي يحترم التنوع وحرية الآخر".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق