الدكتور حازم عبدالعظيم
تم تكليفه برئاسة وزارة الاتصالات بعد الثورة، واستُبعد قبل حلف اليمين بيوم واحد، بعد ترديد روايات عن علاقته بإسرائيل، وذلك على الرغم من أنه كان يشغل وظيفة نائب وزير في النظام السابق.
قيل أنه عميل فلول، واهتمت صفحات خاصة بالإخوان وبمؤيديهم بنشر قصص فساد له، ومؤخرًا قيل أنه بلطجي، يحرض على حرق مقرات الجماعة، فضلًا عن وجود دعاوى من بعض التيارات للمطالبة بإعدامه .
واليكم حوار مع الدكتور حازم عبدالعظيم، في محاولة لمعرفة حقيقة الاتهامات التي وجهت إليه، وللوقوف على أسبابه بالمطالبة بانتخابات رئاسية وبإسقاط دولة الإخوان، وكذلك عن موقفه من عودة حكم العسكر.
وإلى نص الحوار..
تم استدعائك من قِبل النائب العام بتهمة التحريض أثناء أحداث مكتب الإرشاد، فما هي حقيقة تلك الاتهامات؟
هذا ليس أول بلاغ يقدم ضدي، وقد سبق أن تقدم آخرون من حزب الوسط بأصابعهم مهددين المعارضة، وبالفعل علمت من الإعلام نبأ تقديم بلاغات ضدي للنائب ''الخاص''، الذي أمر بضبط وإحضار خمسة أشخاص، من بينهم نوارة نجم، وأحمد دومة، وآخرين، دون تحريات.وقد علمت أن شباب الإخوان قد تضايقوا من الزج بهم في أحداث المقطم من قِبل قيادتهم لتحقيق مكاسب سياسية، الأمر الذي دفع بالمرشد لسرعة مطالبة محاكمة المتورطين في أحداث المقطم.
ومن الطبيعي أن يستجيب النائب ''الخاص'' لتعليمات مكتب الإرشاد، ولكن على ما يبدو أن الإدارة الامريكية قد رفضت تلك الممارسات، فصدرت أوامر أخرى بعدم الزج بالمعارضة، فاضطر لوضع الملف في الأدراج.
ومن المعروف أن هذا القرار اتسم بالسرعة، وأنه صادر عن مكتب الإرشاد بشكل مباشر للنائب ''الملاكي'' لجماعة الإخوان، من أجل تنفيذ الأوامر.
أما فيما يخص ما آلت إليه الأمور، فقد أعلنت أنني لن أمثل أمام النائب ''الخاص''.
تداولت وسائل الإعلام صورتك حاملًا الطوب في مظاهرات الإرشاد، ما دفع البعض لاتهامك بالبلطجة، فما هو تعليقك؟
كيف يمكن أن أكون بلطجيًا، وقد حصلت على العديد من المراكز، التي كان أبرزها أني خريج كلية الهندسة- جامعة القاهرة، وكان ترتيبي على الدفعة الأول بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، عام 1982.كما حصلت في جامعة القاهرة على درجتي الماجستير في الرياضيات التطبيقية في 1985، والدكتوراه في التعرف على الأنماط والذكاء الاصطناعي عام 1989.
كذلك، فإن لدي ثلاث براءات اختراع دولية، وما يزيد على الخمسين بحثًا في علوم الحاسب الآلي والمعلومات، وأعمل أستاذًا أكاديميًا بكبرى الشركات العالمية كباحث ومدير للأبحاث في شركتي مايكروسوفت وأي بي إم.
وصلت إلى منصب نائب وزير الاتصالات، ورئيس أكبر هيئة مسؤولة عن تكنولوجيا المعلومات قبل الثورة، وكنت من أوائل المنضمين للجمعية الوطنية للتغيير قبل الثورة، ومن مؤسسي صفحة ''البرادعي.. نعم سنغير'' مع وائل غنيم.
وقد تقدمت باستقالتي من منصبي قبل الثورة، بعد تهديدي أكثر من مرة من قِبل أمن الدولة، وقدمت استقالتي مرة أخرى بعد الثورة بسبب انتقاداتي ومواقفي السياسية ضد المجلس العسكري، فهل تلك هي مؤهلات البلطجي؟
وبما تفسر حملك للطوب؟
كيف يتهمونني بأنني بلطجي، وأنا أدافع عن نفسي ضد ضرب الإخوان الذين جاءوا لضربنا عند النافورة، وتركوا مبنى الإرشاد، فهل عندما أدافع عن نفسي أكون بلطجيًا؟وهذا ما حدث يوم جمعة كشف الحساب، فقد كنا نتظاهر سلميًا، يوم النافورة كنت بعيدًا عن مكتب الإرشاد، واضطررت للرد على ممارسات البلطجة من قبل رجال الإخوان، ومن الواضح أنها الجماعة خططت أن تظهر وكأنها التي تم الاعتداء عليها، ولهذا دفعوا برجال كبار السن خلال الأحداث.
ما ردك على الاتهامات الموجهة إليك بالخيانة وبتعاون شركتك مع إسرائيل؟
يما يخص التهمة الأولى، فهي معارضة لينة، ويمكن احتوائها، أما الأخرى فهي معارضة شرسة، وهي النوع الذي يلجأ إليه النظام لتلفيق التهم وتشويه الصورة لدى الآخرين.وقد تم استبعادي من منصب وزير الاتصالات قبل حلف اليمين بيوم، لما قام به خالد صلاح (رئيس تحرير اليوم السابع) عندما أعلن عن تعاوني مع إحدى الشركات الإسرائيلية، الأمر الذي اعتذر عنه بعد مرور عام، معلنًا عدم وجود أدلة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد اتهموني بالفساد وبأن زوجة أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، هي من قامت بتعييني، رغم أن التعيين تم عام 2007، وزواجهما كان عام 2010، ولهذا لم يجد الإخوان دليلًا لتشويه صورتي سوى الرجوع لتلك الملفات و''الادعاء'' بأني فاسد وخائن ومتربح.
وما حقيقة دفاعك عن الفريق أحمد شفيق، وهو الأمر الذي جعل البعض يصفك بأنك ''فلول''؟
لقد كنت معارضًا قبل حدوث الثورة، وتم تهديدي من قِبل جهاز أمن الدولة، وقد استقلت من منصبي رغم أنني كنت بدرجة نائب وزير وقتها- أنا والدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق- وللأسف بعد الثورة اتُهمت بالعمالة، وأصبح عصام شرف رئيسًا للوزراء.ولم أكن يومًا داعمًا للفريق أحمد شفيق، ومن المعروف أنني قاطعت الانتخابات الرئاسية، ولكن ما يحدث هو أنني أقوم، في الوقت الحالي، بعقد مقارنات، عبر حساباتي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، بين وضع مصر حال تولى شفيق الرئاسة بدلًا من الدكتور محمد مرسي، فقد تحمل أحمد شفيق تبعات موقعة لم يكن مسؤولًا عنها، بينما قامت في عهد الرئيس الحالي مجازر للثوار ولم يُحاكم.
هل كنت تأمل أن يفوز أحمد شفيق بالرئاسة؟
لا، لأننا الآن استفدنا من ظهور ''بالوعة'' الإسلام السياسي بمساوئها، حتى يعرف المصريون عيوبهم، ويكون سببًا في أن تتنصر الدولة عليهم في النهاية.أما إذا كان شفيق هو الذي جاء، فربما كان وضع مصر سيكون أفضل، لأنه متحضر وليس تابع لمكتب الإرشاد، إضافة إلى أنه كان من المتوقع أن تشهد البلاد مظاهرات من قبل الإسلاميين، لم تكن لتسمح بأن تستقر أوضاع البلاد.
هل ترى أن حكم الإخوان سيستمر؟
لم يعد يوجد مكان بمصر لم يشهد مظاهرات غاضبة ضد الإخوان المسلمين، وانتقلت المظاهرات من الميادين إلى مكتب الإرشاد والاتحادية.أصبح هناك طرف ثالث يلعب لمصلحة الإخوان، والشعب في حالة غليان، ويعي أن الأصابع التي يتحدث عنها الرئيس تابعة للإخوان وتلعب لصالحهم، ولهذا أتوقع ثورة ضد الإخوان، سيشترك فيها المصريين جميعًا للإطاحة بالاحتلال الإخواني.
طالبت بانتخابات رئاسية مبكرة.. فهل ترا أنه وسيلة للتخلص من حكم الإخوان؟
أممنا حلين للخروج من الأزمة الحالية، أولهما ثورة شعبية تقضي على الحكم الإخواني، ويباركها الجيش، أو أن نعمل على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تكون تحت إشراف دولي من قِبل الأمم المتحدة، ولا تُجرى تحت إشراف الإخوان، على أن يتم التأكد من أن لا صلة لهم بها، وهو الحل الأفضل، ولكن مشروع التمكين الإخواني سيحول ضد ذلك، ولن يوافقوا.
ألا ترى في تدخل الجيش ذريعة للحكم العسكري؟
ما قلته هو أن يحدث انقلاب مدني يؤيده الجيش، ما يعني أن يكون الأمر مجرد استجابة لثورة شعبية مدنية، ويكون وجود الجيش فيها لحماية الأمن القومي، ومن ثم فيكون دوره الحماية- لا الحكم.
الانتخابات ربما تأتي بالفلول أو بالإخوان.. ألا ترى أنها لن تكون مجدية؟
علينا أن نكف عن ذكر كلمة ''فلول'' لأنها الأداة التي يستخدمها الإخوان لتقسيم مصر، وعلينا أن نتيقن أننا نعيش الآن عصر الاستعمار من قِبل جماعة لها ديانة اسمها ''الإخوانية'' وجنسية مختلفة عن المصريين.وهذه الجماعة لا تعترف بحدود الدولة ولا بحقوق الشعب، وولائهم ليس لمصر، إضافة إلى أنهم لا يصلحون للالتحاق بالجيش، لأنهم يتلقون تعليماتهم من المرشد.
وأقول أن الانتخابات لن تأتي مرة أخرى بالإخوان، وعليهم أن يعوا أنهم هم من يتصالحون مع رجال الأعمال التابعين للنظام، وهم، أيضًا، الذين قاموا بتعيين رجال النظام السابق بمجلس الشورى.
إذا رحل الإخوان، فربما يأتي فصيل إسلامي آخر للحكم كالسلفيين.. كيف ترى ذلك؟
الإخوان سرطان، وهم عكس السلفيين، فإذا أشرفَ الجيش على مرحلة ما بعد الإخوان، فأعتقد أنه سيكون قادرًا على السيطرة عليهم.كيف ترى دور جبهة الإنقاذ حال خروج الإخوان من السلطة؟
لست عضو بجبهة الإنقاذ، ولكنني أرى أن الأهم هو التخلص من دولة الإخوان والاستعمار، وأن يأتي رئيس مصري الجنسية والانتماء، لا يسعى لتقسيم البلاد، وكون حريصًا على وحدتها.
البعض يرى أن شباب الثورة تركوا الميادين والتحقوا بالأحزاب والحركات السياسية، وأن هذا هو ما أضعف قوتهم، ما تعليقك؟
لقد كان لهذا الأمر تأثير على ميدان التحرير بالطبع، وقد قام الإخوان باختراق العديد من الحركات الثورية، وحاولوا تقسيمها وتفتيتها وتشويهها، ولكني أتوقع أن الثورة القادمة لن تكون بأيديهم، ولكن بأيدي صغار الشعب المصري، وربما العمال والفلاحيين وأبناء الطبقة المتوسطة، وأتوقع أن حكم الإخوان لم يبق أمامه سوى قرابة 3 أشهر، وأتوقع كذلك أن الثورة ستقوم مع بداية الانتخابات البرلمانية.
أليس هناك أمل في قبولكم حكم الإخوان المسلمين؟
على الجماعة أن تعطي انطباعًا بان المرشد لا يحكم، وأن الرئاسة مستقلة، ويتولى الرئيس تشكيل حكومة جديدة، مع ضمان نزاهة الانتخابات الرئاسية، وإصدار قرارات في خدمة المواطن، وإلغاء الدور السياسي للجماعة، واقتصار العمل السياسي على الحزب فقط، وإنهاء مشروع ''التمكين'' الإخواني.ألا تخشى الاعتقالات السياسية؟
أتوقعها منذ بداية تولي الإخوان الحكم، ومازالت قرارات الضبط في أدراج النائب، ولكن ما يحركني هو إحساسي بالمواطنة، فلست منتمي لأي تنظيم سياسي، والدليل أن الذي جعلني أشارك في أحداث المقطم هو ضرب الناشطة ميرفت موسى، وقد قمت بالاتصال بنوارة نجم وخالد علي، وسعيت لحشد الثوار للمظاهرات، وللأسف هناك دعوات الآن مُطالبة بإعدامي، ومُحرضة على قتلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق