2013-09-15

أسامه الباز.. دبلوماسي هادئ كان يستقل مترو الأنفاق ولم ينتمي للحزب الوطني


قبل عدة أعوام كان من الدهشة أن تري وأنت تستقل مترو الأنفاق أن الرجل الذى يقف إلي جوارك هو أسامه الباز الرجل السياسي الأول للرئيس الأسبق حسني مبارك، في وقت كان رؤية أي سياسي أو عضو بالحزب الوطني وجها لوجه من رابع المستحيلات ، وليلة أول أمس رحل هذا الدبلوماسي الهادئ الذى كان مستشارا سياسيا للرئيس مبارك ولم يتورط اسمه في الحزب الوطني ولم تشوب حياته أي قضايا فساد ، أسامة الباز المولود عام1931هو المستشار السياسي للرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، وهو شقيق عالم الجيولوجيا في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الدكتور فاروق الباز، وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة، وحاصل على دكتوراة في القانون من جامعة هارفارد،
وشارك في مفاوضات كامب ديفيد وصياغة معاهدة السلام عام 1979،تولى أسامة الباز الملف الفلسطيني-الإسرائيلي لفترة طويلة.
وهو أحد الذين اشتهروا في الحياة السياسية المصرية طوال العقود الثلاثة الماضية بمستوييها الرسمي والشعبي.
فقد عمل مستشارا سياسيا للرئيس السابق حسني مبارك منذ فترة طويلة، ويبدو أنه كان حريصا على التمسك بهذا المنصب ومتفهما لحساسيته، حيث مثّل له صيغة متوازنة في اقترابه من الحكم دون تحمل مسؤولية محددة. وعُرف عن الدكتور أسامة الباز مشاركته في الندوات الفكرية والثقافية ولديه اهتمامات مختلفة.
كل هذه العوامل خلقت نوعا من الاقتراب وأزالت الاغتراب بينه وبين الكثيرين، لا سيما أن خطابه الإصلاحي بدا أمام معظم النخب المصرية متطورا عن شخصيات متعددة قريبة من النظام.
لذلك كان السؤال الحاضر الغائب، لماذا لم تر رؤاه لأهمية الإصلاح والتغيير طريقها للتطبيق طوال السنوات الماضية، باعتباره المستشار السياسي للرئيس السابق حسني مبارك وأحد المقربين منه.
أسامة الباز واحد من الشخصيات التي دار حولها انقسام في الشارع المصري، فهو في نظر بعض الأوساط من "الحرس القديم" الذي يرى بقاءه قريبا من السلطة مرهونا بعدم تغيير الأوضاع الراهنة، وأن أي إصلاح يجب خروجه من كنف وآليات ووسائل النظام نفسه.يرى البعض أن اجتهاداته في بعض قضايا الإصلاح فضفاضة وحمّآلة أوجه يمكن تفسيرها بطرق متباينة، وفي هذه الحدود يمكن القول أنه مع الإصلاح وضد التغيير. أما في نظر أوساط أخرى فيُعتبر من المطالبين بالإصلاح والتغيير في الوقت نفسه، ومع أنه من الذين رفضوا فكرة تعديل الدستور أو بعض مواده ورأى تأجيلها، وصف تعديل المادة (76) بأنها الأبرز والأهم في مسيرة الإصلاح السياسي. وتوقع خطوات أكثر تطورا في هذا المجال في المرحلة المقبلة. واعتبر أسامة الباز أن إصلاح نظام اختيار رئيس الجمهورية سيؤدي إلى نقلة سياسية كبيرة في مصر لها تداعياتها وتأثيراتها في كافة الجوانب، وأكد أن خطوات التعديل تثبت جدية سياسات الإصلاح الديمقراطي في مصر. وعلى خلاف بعض المسؤولين في النظام السابق فقد انتقد الدعوات التي تطالب بتعطيل مسيرة الإصلاح السياسي لحين اكتمال برامج الإصلاح الاقتصادي، وأوضح أن عملية الإصلاح تتم على مسارات متوازية ووفقا لرؤية متكاملة. ونفى الباز أي ضغوط خارجية لتعديل الدستور، وقال إنها جاءت من رؤية خاصة ورغبة من الرئيس مبارك. وذهب الباز في أوائل مارس 2005 إلى أن قانون الطوارئ لا يمثل قيدا على ممارسة المواطن العادي لحقوقه السياسية، مشيرا إلى عدم وجود نية لإلغائه.
وقد أوقعه إخلاصه للرئيس مبارك وتقديره لمواهب ابنه في بعض المطبات، ففي الخامس من نوفمبر 2002 قال إن الرئيس مبارك "لن يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة القادمة". وأكد الباز ترحيبه بتوسيع المشاركة السياسية وعدم حصرها في عدد محدود، وأشار إلى أن الرئيس لا يفكر في توريث الحكم لابنه. وفي اليوم التالي (6 نوفمبر 2002) قال بعبارة التوائية "إن الرئيس مبارك لا ينوي تمديد حكمه مدى الحياة"، وأوضح أنه من المبكر جدا قول ما إن كان سيخوض الانتخابات، ونفى قيام الرئيس بتهيئة جمال لتسلم السلطة، وأن جمال بالذات لا يعد نفسه لتسلم السلطة أو أي شيء من هذا القبيل. هناك روايات رائجة تقول إنه أحد أساتذة جمال مبارك، وفي مقدمة الذين حاولوا تهيئة جمال مبارك وتربيته سياسيا وتعريفه بدهاليز الحكم، تمهيدا لتوليه السلطة بعد والده. وبخلاف كثير من دوائر الحكم أشار اأسامة لباز في مارس 2005 إلى أن الرئيس مبارك يدرس فكرة تعيين نائب له لأول مرة، وأشارت أصابع المراقبين إلى اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات.
على المستوى الشخصي وبعد ثورة 25 يناير 2011، أعلنت الممثلة المصرية "نبيلة عبيد" انها كانت متزوجة باسامة الباز لمدة 9 سنوات إلى ان تم الطلاق. وان الزواج كان سريا. قالت نبيلة: "لم يكن زواجي من الباز سريا، بل كان معروفا في الأوساط السياسية بعد أيام من إتمامه، ورئاسة الجمهورية كانت على علم به"، وأضافت: "أدعو للباز بالشفاء العاجل من أمراض الشيخوخة وفقدان الذاكرة التي يعاني منه" ولذلك ترفض زوجته أن يقابله أي شخص لأنه لن يتذكره. وكانت الصحف نشرت مؤخرا موضوعا عن زواج نبيلة عبيد من أسامة الباز وأن سبب الطلاق هو زواجه من المذيعة أميمة تمام لأنها اعتبرت ذلك خيانة لها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق