2013-11-05

باحث إسرائيلي: قطر فقدت نفوذها بسبب مصر


تحت عنوان "قطر تفقد قوتها"، أكد الباحث الإسرائيلي "يوئيل جوزنسكي" في دراسة نشرها مركز أبحاث "الأمن القومي الإسرائيلي" في عدده رقم 476 أن قطر بعدما أصبحت في السنوات الأخيرة واحدة من الدول المهمة بالشرق الأوسط وذات النفوذ الكبير خارجه تتعرض حالياً لخطر فقدان النفوذ بالمنطقة.
مؤكدا أن قطر الصغيرة يتعين عليها مراجعة سياساتها مع مصر إذا أرادت الحفاظ على تأثيرها بالمنطقة.
وأضاف أن كل شيء قد يتغير في الدولة التي تستضيف قيادة المنطقة المركزية الأمريكية وعلى أراضيها أكبر قاعدة لسلاح الجو الأمريكي بالشرق الأوسط.
وتابع بأن الكثير من الدول بالمنطقة غير راضين عن السياسات الخارجية القطرية التي تتسم بالمغامرات غير المحسوبة، مشيرا إلى أن هناك سلسلة من التطورات الداخلية والخارجية قد تؤثر بشكل سلبي على مكانة قطر، أولها تداول السلطة في قطر الذي تم بشكل غريب عندما نقل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الحكم لأبنة الأمير تميم (33 سنة) ليصبح أصغر زعيم في العالم العربي.
وأضاف بأن هناك مؤشرات تؤكد أن الأمير الجديد يريد التركيز بشكل تدريجي على الشئون الداخلية ومشروعات التنمية استعدادا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2022، وهذا بالطبع على حساب السياسات الخارجية المهدرة للموارد التي تبنتها الدولة، لاسيما وأن بعض مواطني الدولة يريدون مشاهدة ثمرة ثرائهم في تطوير الطرق الرئيسية في الدوحة وليس في لبنان.   
وأردف الكاتب بأنه اتضح أن بعض مراهنات قطر في سياستها الخارجية كانت خاسرة، مشيرا إلى أنه قبل الحرب الأهلية في سوريا كانت قطر مقربة من النظام السوري، وبعد بداية الأحداث في مارس 2011 ومع توقعها بأن أيام الأسد ستكون معدودة أدارت أسرة "آل ثاني" ظهرها لنظام الأقلية العلوية وحلفائه حزب الله وإيران، وبدأت تأييد المعارضة.
وتابع بأن تأييد قطر لما وصفهم بالمتطرفين المتمردين في سوريا (مثلما فعلت مع ليبيا قبل ذلك) أدى إلى نقد شديد وأثر على علاقات قطر مع الولايات المتحدة أيضاً، مشيراً إلى أنه رغم محاولة قطر تدارك الموقف والابتعاد عن تلك الأزمة ودعمها للمتمردين إلا أن النقد الدولي لازال متزايدا على قطر، لاسيما وأنه تم الكشف عن ظروف عمل العمال الأجانب على أرضيها من النيبياليين والهنود في أعمال تطوير استادات كرة القدم.
وأشار إلى أن قطر عرضت أيضاً خدماتها بشأن الاستضافة والوساطة للمفاوضات بين الولايات المتحدة و حركة "طالبان" الافغانية، إلا أن تلك المفاوضات متعثرة بسبب إغلاق مكتب طالبان بالدوحة قبل عام من ذلك، الأمر الذي أضر بمكانة الإمارات وقدرتها على تقديم خدماتها في المستقبل.      
وتابع بأن قطر استشعرت أيضاً صعود الإسلام السياسي، وكعادتها حاولت الركوب على الموجة الإسلامية والانضمام إلى مصر "مرسي" على الرغم من أن العلاقات المصرية القطرية كانت عكرة على مدار سنوات طويلة.
ودلل الباحث على سوء العلاقات في عهد مبارك بالتصريح الذي أدلى به الرئيس الأسبق "حسني مبارك" وقال فيه ("لماذا يجب على أن أولى اهتمام بدولة عدد سكانها أصغر من سكان فندق صغير بالقاهرة") " Why should I pay attention to a country with the population of a small Cairo hotel".
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من ذلك، إلا أن شهر العسل الذي كانت مدته "سنة" في العلاقات المصرية القطرية في عهد الإخوان المسلمين قد انتهى، وفقدت قطر مع سقوط مرسي حليفة هامة، وفقدت أيضاً تأثيرها في القاهرة والمنطقة بأسرها، رغم محاولات قطر الحالية لتقديم نفسها كمؤيدة للشعب المصري وليس هذا النظام أو ذاك.
وأشار الكاتب إلى أن النظام المصري الجديد لم تنطلي عليه محاولات خطب الود القطرية وجمد المباحثات الخاصة باستيراد غاز طبيعي من قطر، وأغلق فرع قناة "الجزيرة" الفضائية فى مصر، وفرض حظرا على مراسلي الجزيرة، ورفض طلبات قطر بزيادة الرحلات الجوية بين القاهرة والدوحة وأعاد منحة قيمتها 2 مليار دولار كانت قطر قد أودعتها في البنك المركزي المصري من أجل نظام "مرسي"، مما يدل على عمق الرواسب والعلاقات العكرة بين الدولتين.
كما أصدرت السلطات المصرية في نهاية سبتمبر 2013 أمر اعتقال ضد الشيخ يوسف القرضاوي المقيم بقطر والمحسوب على تنظيم الإخوان المسلمين بتهمة التحريض على قتل رجال الشرطة المصريين، كما فقدت قناة الجزيرة سمعتها في كثير من دول العالم العربي بسبب تغطيتها للأحداث بمصر التي اتخذت سمة نقدية للحكم العسكري.
ونصح الكاتب قطر التي وصفها بالدولة الصغيرة أن تراجع وتوائم سياستها الإقليمية بوجه عام، وسياستها مع مصر على وجه التحديد، إذا أرادت الحفاظ على مكانتها في العالم العربي، مشيرا إلى أنه مادام النظام بمصر لم يقف على قدميه ربما يجد صعوبة في إيلاء ظهره تماماً للمساعدات القطرية ولكن إذا استقرت الأوضاع بمصر دون حدوث تغيير في العلاقات بين الدولتين، سيفضل نظام الجنرالات المصري المساعدات السخية التي عرضها جيران قطر وعلى رأسهم السعودية والإمارات والكويت.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق