كل متطلبات الوظيفة أن تكون بلا أخلاق، أن تبيع وطنك.. إنها وظيفة في عالم الخيانة، هكذا تقرأ للوهلة الأولى جرأة الحكومة الإسرائيلية في الإعلان عن موظفين برتبة "جاسوس". ففي خطوة جديدة وجريئة لتجنيد مجموعة من العملاء، وضع جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" إعلانات على موقعه الإلكتروني على الإنترنت يطلب عاملين لديه ناطقين باللغة العربية والفارسية، للقيام بحملات استخباراتية.. إنها وظيفة برتبة جاسوس.
ونشر موقع "الموساد" الذي يتعرض له آلاف من الشباب العرب، تلك الإعلانات لشغل الوظيفة التي يبدو أن مرتباتها خيالية، مع اشتراط أن يكون المتقدمون للوظائف من الدول العربية أو إيران، في خطوة لزيادة عدد جواسيس إسرائيل ببلاد المتقدمين للوظيفة.
"تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني..سجّلوا الآن للحصول على الوظيفة التي حلمتم بها!".. تلك الجملة هي أبرز ما تقع عين متصفح موقع الموساد، تحت عنوان "وظائف معلوماتية".
ولمزيد من التوضيح يذكر البيان "لديكَ فرصة لتكون لاعبًا مركزيًا، إذا كنتَ تمتلك الجرأة، الفطنة، والبراعة؛ فبإمكانك التأثير وإنجاز إرسالية وطنية وشخصية.. إذا كان بإمكانك أن تجرف، تفتن، وتدفع الناس، فقد تكون مجبولًا من الطينة التي نبحث عنها. إذا توفرَ فيك كل هذا، فأبواب الموساد مشرّعة أمامك".
وجاء في الطلبات التي يطلبها الموساد من المرشحين للوظائف المعلوماتية أن يكون المتقدم لديه "خبرة متنوّعة في الحياة، لغة أجنبية، واستعداد للعمل في الخارج".
ولم تقتصر الوظائف المطلوبة على المعلوماتية فقط، فبالإضافة إلى الوظائف الميدانيّة المعلوماتيّة، يبحث الموساد عن عشرات العاملين الآخرين في وظائف استخباريّة مختلفة منها: تحليل الصُّوَر الجوية، وتشغيل المنظومات الجغرافية وتحليل العمليات السياسيّة الإستراتيجية، والتحليل الإعلامي، وغير ذلك.
ويُطلَب لكثير من الوظائف خدمة عسكرية في مجال ذات صلة بتخصص الوظيفة المعلن عنها. وإضافةً إلى ذلك، يبحث الموساد عن عشرات الأكاديميين، والباحثين الاقتصاديين، والمهندسين، والتقنيين، ومحللي واختصاصيّي منظومات المعلومات ومصممي البرامج، إلى جانب المحامين، ومعلّمي اللغات والمصممين الجرافيكي وغير ذلك.
أما بالنسبة للرواتب المحددة للعاملين بالموساد فيؤكد الموقع "إذا تساءلتم ما هو الراتب المتوسّط لعميل موساد مبتدئ، فلن تحصلوا على الإجابة بسهولة؛ فرواتب عمّال الموساد، من أصغرهم إلى أكبرهم، ليست مكشوفة أمام الرأي العام".
يقول أحد المصادر المتخصصة: "خلافًا للراتب في جيش الدفاع الإسرائيلي، الشرطة، وخدمات السجون، فإنّ رواتب العمّال في الموساد والشاباك (الأمن العام)، الموجودَين في تصرّف مكتب رئيس الحكومة بشكل تامّ، غير مُعلَنة، كما أنّ راتبَي رئيسَي هذَين الجهازَين غير معروفَين".
ويضيف المصدر: قدمت "حركة حرية المعرفة" التماسًا للمحكمة المركزية في القدس طلبًا لكشف الراتب المتوسط لعمال الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك) في العقد الأخير. وجاء في العريضة، المقدّمة ضدّ مكتب رئيس الحكومة، طلب كشف الأجر وفقًا لعوامل الخبرة والوظيفة، وراتب رئيسَي الجهازَي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق