4آلاف طالب من أصل 10 آلاف حولوا المدينة إلى مستعمرة.. والطلبة ينظمون مسيرات يومية لتشويه صورة الطيب
حالة من الكراهية يحملها طلبة الإخوان تُظهر حجم الخطر الذى بات يهدد المجتمع
غسل المخ يتم من خلال كتيبات تباع على أسوار الجامعة بأسعار رخيصة تشيع الفكر الجهادى السلفى والتكفيرى
الجماعة تفشل فى السيطرة على المعاهد الأزهرية.. وانتظام مليونى طالب فى الدراسة
فى مغامرة تهدف إلى معرفة الوسائل التى يستخدمها طلبة الإخوان داخل المدينة الطلابية لجامعة الأزهر، وما عددهم الحقيقى وقياسه بإجمالى عدد الطلاب المنتسبين إلى فرعى «مدينة نصر» و«الدراسة»، تمكنت مصادر صحفيه من الدخول إلى المدينة متخفية بين الطلاب، لنلاحظ ارتفاع نسبة المؤيدين للإخوان داخل المدينة الجامعية، حيث يبلغ عدد الإخوان 4 آلاف طالب من أصل 9 آلاف، ورغم أنها نسبة كبيرة مقارنة بإجمالى الطلاب فى المدينة، فإنها ضئيلة جدا إذا ما تم وضعها أمام إجمالى عدد طلبة جامعة الأزهر فرعى مدينة نصر والدراسة.
المئات من الطلاب يتنزهون فى المنطقة، يتحدث أغلبهم عن الأحداث التى تقع داخل الجامعة، وهناك حالة من التشدد تسيطر على عدد كبير من هؤلاء الطلاب. خصمهم الأول وسائل الإعلام المصرية، بينما يرون فى قناة «الجزيرة» صاحبة المصداقية والحقيقة التى لا تقبل الشك.
قادنا الحظ إلى الدخول فى نقاش مع طالب غير متشدد، لكنه أحد المتعاطفين مع جماعة الإخوان، طلب منا التعرف على هويتنا الصحفية بعدما استوقفناه لمناقشته ومعرفة موقفه من أحداث العنف المتزايدة داخل جامعة الأزهر، لكن الغريب أنه قال: «الجامعة تسير بشكل منتظم، لا يوجد أى محاولة لتعطيل الدراسة، بلطجية من خارج الجامعة هم من قاموا باقتحام مبنى الإدارة بعد تنسيق مع مسؤولى الجامعة»، جميعها كانت مبررات غير منطقية هدفها هو تجميل صورة طلبة الإخوان، رغم أن مشاهد العنف والبلطجة التى يمارسها الإخوان مسجلة صوتا وصورة، طلبنا منه مساعدتنا فى نقل الصورة وليكن دليلنا كى نخرج بمعلومات صحيحة ومتكاملة حول ما يحدث داخل المدينة بعد الاحتكاك بالطلاب، اقتنع بما نقول، لكنه أعطى لنا إرشادات كى لا يصيبنا أى مكروه، وخوفا على سلامتنا 1- ممنوع التصوير 2- لا تسألون الطلاب عن أسمائهم 3- عدم الجلوس مع مجموعات فى أثناء الحلقات النقاشية.
للوهلة الأولى، عندما تقترب من البوابة الرئيسية للمدينة الجامعية للأزهر، تشعر وكأن قدمك قد وطأت وطنا آخر غير الذى نعيش فيه، فمشاهد لا يمكن أن يتصورها أحد تحمل حجما كبيرا من الكراهية والحقد والعداء للمجتمع لتظهر حجم الخطر الذى بات يهدد مجتمعنا فى ظل محاولات لجماعات الشر للسيطرة على عقول حتى الأزهريين الذين هم أمل مصر فى عودتها إلى وسطيتها التى تتمتع بها بين كل شعوب الأرض.
تضم المدينة الجامعية ما يقرب من 4 آلاف طالب من أصحاب الميول الإخوانية، من أصل 10 آلاف طالب، وهى نسبة تقريبية نظرا إلى صعوبة تحديد انتماء الطالب الأزهرى، وتقل النسبة العددية للطلاب فى المدينة عن العام الماضى حيث كانت تحتضن 14000 طالب، نسبة الإخوان التى تظهر كبيرة مقارنة بإجمالى عدد طلاب المدينة ضئيلة جدا إذا ما قورنت بإجمالى عدد طلاب جامعة الأزهر، حيث إنه يوجد فى فرع مدينة نصر 120000 طالب بالإضافة إلى 22 ألفا من الطلاب الذين يدرسون فى فرع الدراسة، معظم المشاركين فى تظاهرات الإخوان فى جامعة الأزهر من المقيمين فى المدينة.
تنقسم المدينة إلى جانبين، حيث يتم توزيع الطلاب على مساكن نصر «أ» التى تتكون من 7 مبانى كل منها منقسم إلى غرف كل واحدة يشغلها 4 طلاب، وكانت الغرفة فى العام الماضى يشغلها 5 أفراد، هى: «أبو بكر الصديق» ويقيم فيه طلاب الشريعة والقانون، و«عمر بن الخطاب» يقيم فيه طلبة التربية و«عثمان بن عفان» و«على بن أبى طالب» يقيم فيه طلاب التجارة الحاصلون على تقدير «جيد جدا» و«خالد بن الوليد» ويضم طلبة اللغات والترجمة والصيدلة، و«عمر بن عبد العزيز» ويقيم فيه طلبة كلية العلوم، و«عبيدة بن الجراح» ويقيم فيه المتميزون من كليات القمة، بينما تتكون مدينة نصر «ب» من 4 مبانى هى «عبد الفتاح الشيخ» يقيم فيه طلبة من كلية تربية، وأحمد حسن وهو للطلاب المستجدين، و«أحمد الطيب»، و«أحمد عمر هاشم» يقيم فيه طلبة «الطب»، ويبلغ عدد الطلاب الذين يقيمون فيها 1450 طالبا، والغرفة الواحدة يشغلها 5 أفراد، حيث كان يشغلها 6 أفراد فى العام الماضى، ويعد مبنى عبيدة هو أفضل المبانى حيث يصفه الطلبة بـ«شيراتون الأزهر»، على الرغم من أنه ليس فاخرا لكنه كذلك مقارنة بالمبانى الأخرى، وكان يستقبل طلبة «الهندسة» قبل ثورة يناير، لكن بعد ذلك تم إعطاء الحق للمنضمين إلى كليات القمة للإقامة فيه.
سور كبير اكتظ بعدد ليس بقليل من الباعة الجائلين الذين ذهبوا إلى هناك لبيع الكتب الدينية والعطور المركبة وبعض المستلزمات التى يحتاجها الطالب من أطباق وأكواب ومعالق وباعة «الذرة المشوى والبطاطة»، لكن فى حقيقة الأمر اسوقفتنا الكتيبات التى يتم بيعها أمام أسوار المدينة الجامعية بأسعار بخيسة لا تكفى حتى قيمة طباعتها، وبتصفح تلك الكتب تبين أنها لعدة كتاب ينتمون فى الأساس إلى مدارس جهادية وسلفية وإخوانية متشددة وسط غياب تام للمراقبة على مثل هذه المطبوعات، تساؤلات كثيرة تطرح نفسها منها: كيف لا يتم وضع حد للممارسات العنيفة التى تحدث فى المدينة الجامعية، خصوصا وهو تجمع طلابى ويتم إجراء مناقشات وقد يصل الأمر لوضع خريطة للتحركات فى الجامعة، كما أنه يتم السكوت عن العبارات المهينة المطبوعة على جدران المبانى بكتابة شتائم موجهة إلى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقيادات الجيش، وهى من الأمور الغريبة حيث إنه على الأقل كان ينبغى التنبيه والتحذير لإيقاف هذه التصرفات، بالإضافة إلى قيام الطلبة بتنظيم مسيرات يومية تجوب المدينة للمناداة بعودة النظام الإخوانى، وهو أمر لا يصح أن يحدث داخل مدينة تضم طلابا أزهريين.
بوابة كبيرة تعلوها يافطة كتب عليها: «المدينة الجامعية لطلاب الأزهر»، لكنك وحتى تتمكن من مشاهدة هذه اليافطة فإنك تحتاج إلى «ميكروسكوب» لتبحث عنها وسط عبارات التخوين والتجريح والتكفير التى كتبها طلاب من المفترض أنهم من أفضل طلاب مصر خلقًا، وسط حضور ضعيف جدا لرجال التأمين المكلفين بحراسة البوابة الرئيسية ومنع دخول أى من الغرباء إليها.
دخلنا المدينة الجامعية متخفين بين طلابها، ولم يسألنا أحد من رجال الأمن إلى أى مكان تذهبون، لنسير فى ممرات هى أشبه بممرات الموت التى سبق وتم رصدها من قبل فى مقر اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى إشارة رابعة العدوية، جميعها تم تشويهها بعبارات خارجة وعبارات معادية لقوات الشرطة والجيش وقادته، خصوصا الفريق أول عبد الفتاح السيسى، والذى اتهموه بأنه يهودى الديانة ويعمل لصالح إسرائيل.
الأشجار لم تسلم هى الأخرى من التشويه الكامل الذى تعرضت له المدينة على يد طلاب المحظورة الذين عاثوا فيها فسادًا، فلا شجرة واحده داخل المدينة إلا وكتب عليها «مرسى راجع»، و«يسقط بابا الأزهر».
«مواسير صرف صحى» بطول الممر الرئيسى للمدينة لم تتمكن إدارة الجامعة من استبدالها بالمواسير القديمة، والتى يمكنها أن تنفجر فى أى وقت بعد أن تهالكت وأصبح وجودها خطرًا حقيقيًّا على سلامة المنشآت، قيل إنها وضعت منذ أكثر من شهر تقريبا، ولكن الحالة المرتبكة التى تعيشها المدينة حالت دون قيام العمال والفنيين من استبدالها.
لم نستمر فى السير كثيرًا حتى وصلنا إلى مسجد المدينة لنجده يجمع عددًا كبيرًا من الطلاب الذين جلسوا بعد أن انتهوا من الصلاة ليتقدمهم أحد الطلاب ويلقى عليهم خطبة عن الأوضاع التى تعيشها البلاد، والتى حثهم فيها على الاستمرار فى التظاهرات من أجل الإسهام فى ما أسماه إنهاء الانقلاب العسكرى وعودة الرئيس المعزول محمد مرسى والقضاء على الفساد من ربوع مصر.
خطوات معدودة فصلتنا عن مبنى «عبيدة بن الجراح» وهو مبنى يجمع طلاب كليات القمة والحاصلين على امتياز من جميع الكليات، لنجد حلقات من النقاش داخل كل غرفة يتحدث المجتمعون فيها عما أسموه الانقلاب العسكرى والترتيب لمظاهرات أخرى وسط حالة من الحيطة والحذر، مبنى «بن الجراح» انتشرت على حوائطه عبارات مهينة لفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وهو مبنى تابع لمساكن نصر «أ» وتم إنشاؤه بمنحة من دولة الإمارات.
وكما ذكرنا، فالمدينة الجامعية مقسمة من الداخل إلى قسمين: القسم الأول به مساكن نصر «أ» ويضم 7 وحدات سكنية، هذه الوحدات تقع على الناحية اليمنى من المدينة، ويقوم الطلاب الموجودون به بعقد حلقات نقاشية داخل الغرف المغلقة أو خارج الوحدات فى الحديقة المجاورة للوحدات السكنية.
أما القسم الثانى، والذى تفصل بينه وبين الأول أسلاك عازلة ويطلق عليه مساكن نصر «ب»، والتى كان اسمها قبل الثورة «مدينة مبارك»، لكن الغريب أن الاسم قد تغير لكن المدينة ما زالت تحتفظ بالاسم، حيث إنه يتم طباعته على الأوراق بأختام المدينة، ويجتمع فيه طلاب الإخوان بمدخل الوحدات والتى خصصوها لعقد حلقات سياسية، وإلقاء الخطب ليكونوا بمعزل عن الجميع حتى فى الصلوات الخمس، وهى من ضمن المشاهد التى لفتت انتباههنا، حيث لا يوجد من يراقب ما يفعله الطلبة داخل المدينة، حيث يتم إلقاء محاضرات من قبل بعض الطلاب ويكون هناك حضور كبير لمتابعة هذه الدروس التى يتم من خلالها توصيل بعض الرسائل والمفاهيم.
وعند دخول إحدى الغرف والتى يقيم بها بعض الطلاب المنتمين إلى الجماعة، نجدهم جميعا يسمعون الأغانى التى يقوم أعضاء الإخوان بتسجيلها مثل أغانى «تتشل الأيادى»، و«ثورة دى ولا انقلاب»، و«مصر إسلامية» كما قاموا بتلطيخ حوائط الغرف بالعبارات المسانده للجماعة وتعليق صور للرئيس المعزول محمد مرسى وإشارة رابعة العدوية وكتابة بعض العبارات المهينة لشيخ الأزهر وقادة الجيش، كما أن الكتب الدراسية لم تسلم هى الأخرى من العبارات التى قد سبق ذكرها، وتحدثوا عن أن ما حدث بعد 3 يوليو لن يستمر كثيرا فى مصر وأن عودة الدكتور محمد مرسى قريبة.
ثلاثة مطاعم داخل المدينة الجامعية، توقف اثنان منها عن العمل مما يدفع الطلاب إلى الحصول على الوجبات والذهاب بها إلى الغرف من أجل تناولها وسط حالة من الرضا التام عن جودة الأطعمة التى تقدم لهم مقارنة بالعام الماضى، والذى شهد حالتين تسمم داخل المدينة الجامعية، خصوصا بعدما تبنت إحدى الشركات التابعة للقوات المسلحة مطعم المدينة.
محمد عبد الله، أحد طلاب الفرقة الثالثة فى كلية تجارة إنجليزى، اعتبر مطعم المدينة الجامعية يشهد نقلة مسبوقة مقارنة بالأعوام الماضية، والتى كان يحصل فيها الطلاب على أسوأ أنواع التغذية مما تسبب العام الماضى فى حدوث حالات تسمم بالجملة، وكادت تفقد بعض الطلاب أرواحهم، لكن الطلاب أكدوا أن هناك تحسنا واضحا مقارنة بالعام الماضى، وأشادوا بالشركة التى تختص بهذه المسألة على الرغم من أنه لم يتم الانتهاء من جدول الطعام، ويتم الأمر بشكل عشوائى. عبد الله أعرب عن سعادته لما وصفه بالاهتمام الذى تقدمه الدولة لطلاب جامعة الأزهر، خصوصا ما تقوم به القوات المسلحة، والتى كلفت إحدى الشركات بالإشراف على الأطعمة التى تقدم إلى الطلاب.
وبسؤال طالب آخر -رفض ذكر اسمه- عن الأطعمة التى تقدمها المدينة لهم، قال «إننا متأكدون أن الأطعمة التى تقدم لنا صالحة ولا تتسب فى أى أضرار، لكن فى الحقيقة هناك مشكلة كبيرة جدا، وهى أن من يقومون بطهى الطعام من الواضح أنهم جاؤوا إلى المدينة ليتعلموا فينا فأغلب الأطعمة التى تقدم لم تصل أبدا إلى مرحلة النضج، مما يفقدها قيمتها، كما أن إدارة المدينة حتى الآن لم تقم بوضع جدول للأطعمة التى سوف تقدم لنا على مدار الأيام القادمة، ولكنهم وعدونا بوضع الجدول خلال الأسبوع القادم».
جلسنا مع بعض الطلبة المنتمين إلى جماعة الإخوان، لكنهم دافعوا عن ممارساتهم، مشيرين إلى أن تظاهراتهم لا تعطل الدراسة نهائيا ولا تتم الإساءة فيها إلى الأساتذة، زاعمين أن التظاهرات يتم تنظيمها أمام مبنى الإدارة فقط، ولا يتم أى اعتداءات أو إجبار أحد على المشاركة فى التظاهرات، خاتمين بأنه لا صحة لما يتردد عن أن الدراسة غير منتظمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق