2014-02-14

3 رسائل للمشير من موسكو


الشراكة مع روسيا قائمة على المصالح المتبادلة لا التبعية
على الرغم من أن الرئيس الروسى بوتين استقبل السيسى كوزير الدفاع، حيث لا يزال يشغل منصبه، فإنه لم يدع الفرصة تفوت دون أن يلقى بدعم جديد من الإدارة الروسية وراء اختيار وإرادة الشعب المصرى كما فعلت فى تأييدها المطلق لثورة 30 يونيو، وأمام شاشات التليفزيون الروسى وجه بوتين كلمات محددة لا مواربة فيها أعلن دعمه لترشح السيسى للرئاسة واعتبره قرارًا مسؤولًا.

وفى لقطات بثها التليفزيون الروسى قال بوتين مخاطبًا السيسى «أعرف أنكم اتخذتم قرار الترشح للانتخابات الرئاسية فى مصر، وهذا قرار مسؤول للغاية، لأنكم تضعون على عاتقكم مصير الشعب المصرى.. أتمنى لكم باسمى واسم الشعب الروسى النجاح».
الرئيس الروسى عبّر عن أمله فى تعاون واسع النطاق بين روسيا ومصر بعد الانتخابات الرئاسية، وأضاف: «إن لدىّ أملًا أنه بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتشكيل الحكومة سوف نتمكن من إطلاق كل آليات التعاون بين بلدينا».
اللافت أن المشير السيسى ترك القاهرة فى توقيت ازدادت خلاله الأخبار عن قرب إعلانه الترشح للرئاسة واستقالته من وزارة الدفاع، لكنه غادر إلى موسكو فى مهمة من صميم عمله كوزير للدفاع، ومع ذلك لم يستطع تفادى سيرة ترشحه للرئاسة بعد أن أعلنها بوتين واضحة، وأعلن تأييده لقرار السيسى الترشح، وهو القرار الذى لم يكشف عنه صراحة حتى الآن، لكنه كشفه قبل مغادرته بساعات على لسان السيد عمرو موسى فى تصريحات مقصودة لإعلان نيته الترشح، وكشف موعد تقدمه للترشح بنهاية الشهر الحالى أو مطلع مارس القادم كما أعلن موسى منسوبًا للقائه بالسيسى.
ووفقًا لما نقلته وكالات الأنباء الروسية فإن المشير السيسى استخدم منصة الرئيس بوتين ليطلق من عندها عدة رسائل، أولًا رغبة النظام القادم فى علاقة شراكة مع النظام الروسى قائمة على المصالح المتبادلة لا التبعية، وكذا توجيه رسائل بأن البلدين معنيان بأمن منطقة الشرق الأوسط، وسيكون لهما أدوار رئيسية فى ضبط الوضع الأمنى ومواجهة الإرهاب، وهى الرسائل الموجهة بالأساس إلى الدول والأنظمة التى ترعى وتمول الإرهاب ضد دول محددة بالشرق الأوسط سماها فى مصر وسوريا وليبيا
المشير السيسى أكد لبوتين خلال الاجتماع الذى نقلت تفاصيله وكالة الأنباء الروسية، أن القوات المسلحة قادرة على ضمان الأمن فى البلاد، مشيرًا إلى أن الإرهاب لا يهدد الدولة التى يحدث فيها فحسب، بل والمنطقة بأكملها، مشيرًا إلى الآثار الخطيرة للأحداث فى ليبيا وسوريا داعيًّا إلى اتخاذ جهود جماعية من أجل التصدى للتحدى الإرهابى.
من على ذات المنصة أكد السيسى قدرة الجيش المصرى على ضمان الأمن فى البلاد، ولم يفت المشير السيسى كرجل دولة وسياسى قادم للملعب أن يقدم التهنئة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين بإقامة دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى مدينة سوتشى جنوب روسيا، وأعرب عن تقديره للتنظيم الرائع لها.
السيسى أوضح خلال اجتماعه مع نظيره سيرجى شويجو وزير الدفاع الروسى، أبعاد التعاون والشراكة الذى تنشدها مصر مع روسيا مقدمًا نموذج التعاون فى المجال العسكرى، ومشددا على المصالح المشتركة كمفتاح حاكم لكل ما هو قادم من تعاون بين البلدين، مشددًا أيضًا على «تمسك القاهرة بأواصر الصداقة ومشاعر الاحترام التى تكنها مصر لروسيا، وأن العالم فى المرحلة الراهنة يعيش أوقاتًا عصيبة، حيث تعصف التقلبات بمنطقة الشرق الأوسط». مؤكدًا القاسم المشترك الذى تواجهه الدولة فى روسيا ومصر وهو مواجهة الإرهاب
وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو أبدى اهتمام موسكو بالتعاون العسكرى - التقنى مع مصر، قائلًا: «إننا نراقب التطورات فى بلادكم باهتمام. ونحن معنيون بأن تكون مصر دولة قوية ومستقرة». مرحبًا بإقرار الدستور المصرى الجديد فى استفتاء شعبى عام، موضحًا أن موسكو تؤيد الخطوات التى تتخذها وزارة الدفاع المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب، داعيًّا فى هذا الخصوص إلى بحث المواضيع المهمة المتعلقة بالتعاون العسكرى والعسكرى -التقنى بين البلدين، وآفاقه المستقبلية.
شويجو أشار إلى أن روسيا تولى اهتمامًا كبيرًا بالعلاقات مع مصر البلد المحورى فى المنطقة. قائلًا «لدينا باع وخبرة فى التعاون بين وزارتى دفاع البلدين، ونحن مرتاحون لطابع الشراكة للتعاون، وهذا ناجم عن التحديات التى يواجهها بلدانا، وأهم هذه التحديات الإرهاب». وأضاف شويجو أن البلدين سيعملان لمنع وصول أسلحة الدمار الشامل إلى متناول العناصر الإجرامية، مشددًا على أن نتائج المحادثات مع وزير الدفاع المصرى تؤكد تطابق وجهات نظر البلدين من قضايا الأمن على النطاق الإقليمى والدولى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق