خالد السيد: أخدونى وعينى «متغمية» ودخلت أوضة فيها ناس بتتعذب.. ومن صوت الصريخ أدركت أن الضباط بيكهربوهم
تداول عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعى شهادات عن تعرض النشطاء السياسيين للتعذيب فى سجون الداخلية، خصوصا سجن «أبو زعبل» المحبوس فيه عدد كبير من الذين ألقى القبض عليهم فى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، ومن بين هذه الشهادات، شهادة كتبها الناشط خالد السيد، التى رصد فيها كل ما حدث، له بداية من لحظة الاعتقال، وحتى إيداعه فى سجن «أبو زعبل».
فيقول السيد فى شهادته «أول محطة لنا -أنا وناجى كامل- بعد إلقاء القبض علينا كانت فى قسم الأزبكية، سلخانة -بلا مبالغة- دارت فيها حفلات تعذيب على مدار اليوم الذى قضيناه فيها، وكنا ضمن معتقلين تم احتجازهم بغرفة صغيرة فى القسم بعد إلقاء القبض على أغلبهم بشكل عشوائى. كل شوية يتاخد من بيننا مجموعة ونسمع صوت صراخهم من الألم. طبعا، كل اللى بيسمع صوت الصريخ بيترعب ويموت فى جلده. مستوى الهلع والفزع اللى الناس كانت حاسه بيه يحتاج مجلدات. بعد شوية أخدونى وعينى متغمية ودخلت أوضة فيها ناس بتتعذب، ومن صوت الصريخ أدركت أنهم بيكهربوهم. ضابط ماشفتهوش للأسف قرر يردد على مسامعى والناس بتصرخ (العيال دى ذنبها فى رقبتكم يا بتوع الثورة.. لولاكم كان زماننا مشيناهم.. كان زمانهم فى بيوتهم)».
واستكمل «ولما رجعونى، أخدوا ناجى وغموا عينيه برضه والضابط قال له نفس الخلاصة وبنفس الطريقة، الشباب اللى رجعوهم على غرفة الحجز قالوا إنهم أجبروا على خلع هدومهم (فيما عدا الملابس الداخلية) واتضربوا واتكهربوا فى حتت كتير من جسمهم، من ضمنها أعضاؤهم التناسلية، فى أكتر من حد قالنا إنه تم الاعتداء عليه جنسيا بس خايفين لو قالوا تزيد عليهم نقمة الضباط فى سجن أبو زعبل. التقيت بشباب أجبروا على الوقوف لمدة 16 ساعة متواصلة بقسم الأزبكية، ولما التعب كان بيغلب حد فيهم كان بيتضرب ويتشتم هو وأهله بألفاظ مهينة. حتى مرضى السكر والضغط عندما وقعوا مغشيا عليهم من التعب أجبروا على الوقوف مجددا بمجرد إفاقتهم».
وتابع الشهادة «تانى يوم اترحلنا -أنا وناجى كامل ومحمد السايس وعبد الله محمد- لقسم قصر النيل، وفى فترة وجودنا فيه عرفنا إن ضابط المباحث وليد العراقى كان بيضرب الشباب المحجوز فى زنزانة بالدور الأرضى، حوالى 70 شابا فى زنزانة، وهناك زارنا -أنا وناجى- ضابط أمن دولة مخصوص وقضى معانا 5 ساعات بيحكيلنا عن تفاصيل حياتنا وشرحلنا إننا ضيعنا حياتنا بإيدينا، لأننا مش خارجين، وإن طبعا ذنب كل الناس اللى فى القسم فى رقبتنا. 5 ساعات من التنويع ما بين الترهيب والتهديد والضغط، وبعد عشرة أيام اترحلنا فجأة على سجن أبو زعبل. من لحظة وصولنا تمت مصادرة أو بالأحرى سرقة كل ما كان بحوزتنا «ملابس - بطاطين - أكل - أدوية)، أخدوا كل حاجة كانت معانا». وفى سجن أبو زعبل وبمجرد دخولنا السجن مرينا بالأهوال التى كنا قد سمعنا عنها ولم نجربها. قلعونا هدومنا ورشوا علينا مياه ساقعة وسابونا ساعات، صباح الخير فى أبو زعبل تعنى أن تقوم دورية التفتيش بربط اليدين خلف خلاف «إلى الوراء» ومن ثم يبدأ الضرب. كل الناس تتربط وتضرب كل يوم. وطبعا، الضرب مقترن بشتائم وإبداء أى درجة من درجات الصمود أو المقاومة يعنى مزيدا من الضرب. أنا عندى إصابة فى الفك والظهر وناوى أثبتها فى النيابة.
واختتم الشهادة قائلا «إنه فى سجن أبو زعبل، رفض تام لدخول الأدوية حتى لأصحاب الأمراض المزمنة. وكمان استدعاء طبيب السجن أو التحويل على المستشفى مستحيل، والمأساة الأخرى فى سجن أبو زعبل هى وجود العشرات من المعتقلين من يناير ماحدش يعرف عنهم حاجة ولا أهاليهم ومافيش زيارات من محامين أو أى حد. الناس دى مجهولة وبيتعذبوا بشكل دورى وفيه بينهم مرضى. وإحنا قدام رئيس النيابة النهارده، مال نائب مأمور قسم الأزبكية على عبد الله محمد ولف ذراعه حول رقبته وقاله (طب لما ترجعولنا القسم هنوريكو) بعد ما خلص شهادته».
فى الوقت نفسه أكدت المحامية مرورة فاروق عضو فريق الدفاع عن خالد السيد وناجى كامل اللذين تم القبض عليهما فى أحداث الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، أنه تم نقل السيد وكامل إلى سجن طرة. مؤكدة تعرضهما للتعذيب بسجن أبو زعبل، بالإضافة إلى تعرض باقى الشباب الذين تم القبض عليهم فى أحداث ذكرى 25 يناير داخل غرف حبس قسم الأزبكية. وأضافت أنه حتى الآن لم يتم السماح لهم بزيارة خالد السيد وناجى كامل فى سجن طرة، ولا أحد يعلم عنهما شيئا. فاروق أضاف أن قرار النيابة الأخير كان تجديد حبس خالد السيد وناجى كامل 15 يوما على ذمة التحقيقات. مؤكدة تقديم استئناف خلال أيام على قرار تجديد حبسهما وانتظار تحديد جلسة لنظر الاستئناف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق