شنت وكالة الأنباء الليبية "وال" هجومًا حادًا على مصر، معتبرة أن معظم جماعات التطرف، التى ظهرت فى المنطقة مؤخرًا نشأت وترعرعت فى مصر، ورغم أن الوكالة الليبية وصفت مصر بـ"الشقيقة الكبرى"، إلى أنها اتهمتها بإيواء "فلول" نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وبحسب "سى إن إن بالعربية" وصفت وكالة الأنباء الليبية "وال" العلاقات مع مصر بأنها "أزلية بفعل التاريخ والجغرافيا، وعوامل أخرى عديدة لا ينكرها إلا جاحد"، فقد ذكرت أن هذه العلاقات شهدت "شهور عسل طويلة، غير أنها عرفت وستعرف عمليات مد وجزر، وتوترات عابرة أحيانًا، وساخنة أحيانًا أخرى".
وتابعت الوكالة الرسمية، فى تقرير لها اليوم بعنوان: "تهديد أمن ليبيا عقبة أمام الانطلاق الفعلى للعلاقات الليبية- المصرية"، أن هذه العلاقات اليوم كما نلاحظ دون عناء كثير، ليست فى أحسن حال، مهما حاول الدبلوماسيون من الجانبين نفى هذه الحقيقة، أو القفز عليها.
وأشارت إلى أن الكثير من المراقبين يرون أن "العلاقات الليبية المصرية لن تأخذ مسارها الطبيعي، طالما استمر فلول نظام القذافى يتحركون فى أرض الكنانة بكل حرية، ويشكلون تهديدًا وورقة ضغط على أمن واستقرار ليبيا"، وذكرت أن هذا الموقف عبر عنه الشارع الليبى فى العديد من المناسبات.
وانتقدت "وال" ما قالت إن المسئولين المصريين يروجون له ووسائل الإعلام فى مصر، من أن الجماعات المسلحة التى برزت بقوة على المشهد المصري، بعد عزل مرسى، تتلقى الدعم المادى واللوجستى من تنظيمات تتمركز فى ليبيا.
وقالت إن المتابع للإعلام المصرى يلاحظ أن هناك الكثير من الإشارات والرسائل، التى تزعم أن ليبيا باتت تشكل خطرًا على الأمن القومى المصرى، بسبب انتشار السلاح والجماعات المسلحة على الأرض الليبية، فى حين أن الإعلام المصرى ورجال الدولة والحكومة فى مصر، يدركون قبل أى شخص آخر، أن "معظم الجماعات المتطرفة فى المنطقة، إن لم تكن جميعها، ولدت وترعرعت وكبرت فى مصر".
وأضافت: "وبالتالي، يعتقد الليبيون أن هذه الاتهامات لا تعدو كونها عمليات ضغط فى ملفات محددة، خصوصًا ملف العمالة المصرية، التى تقدر بزهاء مليون عامل، ينتشرون فى مختلف المدن الليبية، إلى جانب سيطرة بعض كبار التجار المصريين، علنًا أو من وراء الكواليس، على سوق المواد الغذائية فى ليبيا.
وتطرقت الوكالة الليبية إلى اعتقال السلطات المصرية لأحمد قذاف الدم، الذى وصفته بـ"أحد المقربين من الديكتاتور القذافي، والمسئول عن ملف العلاقات الليبية المصرية على مدى ربع قرن، والمسئول الأول عن الاستثمارات الليبية فى مصر، والتى تُقدر بعشرات المليارات".
وقالت إن المراقبين يعتقدون أن اعتقال قذاف الدم على خلفية مقاومة سلطات الأمن المصرية، واستخدام السلاح ضد رجال أمن مصريين، قد تكون "مسرحية لتفويت الفرصة على تسليمه للسلطات الليبية، بناءً على مذكرة حمراء صادرة عن الشرطة الدولية (الإنتربول)، باعتبار أن الجريمة وقعت على أرض مصرية، وضد مواطنين مصريين".
وذكرت الوكالة الليبية أن ما يفسر هذا الاعتقاد إلى حد كبير، تبرئته فى وقت لاحق، "فى خطوة كشفت سعى السلطات المصرية لتمييع هذه القضية"، التى قالت إنها "ستبقى عائقًا كبيرًا أمام انطلاق فعلى للعلاقات الليبية- المصرية"، بحسب ما جاء فى التقرير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق