2012-04-06

فضيحة جديدة لجنرال غرف النوم صفوت الشريف.. طارد جيهان نصر وأجبرها علي الاعتزال



لكل نظام رجاله ومريدوه ممن يهتفون علي أنغامه ولكل نظام أيضاً نساؤه سواء ممن يعملن أمام الكاميرات والميديا أو اللاتي يعملن في الخفاء لإشباع رغبات أركان النظام.
فبعد رحيل الملك فاروق وغياب شمس الملكية عن مصر لم يكن هناك علي ألسنة رجال الثورة سوي نزوات الملك فاروق التي أطاحت به وحريم الملك سواء من الهوانم أو نجمات السينما والغناء أو حتي نساء لا يعرفهن أحد ويبدو أن هذه القصص المثيرة والمغامرات الشقية كانت فاتحة لشهية بعض الجنرالات الذين ساروا علي خطي الملك فاروق.
وجاءت حقبة الاشتراكية التي آمن بها الكثير وفرحوا لانتصاراتها وتجرعوا مرارة هزائمها وانكساراتها.
ومثلما انكشفت فضائح فاروق فور سقوطه فإن فضائح الجنرالات بعد هزيمة 67 كانت أكثر فداحة بل إن النكسة تم اختزالها في سلسلة من الفضائح الأخلاقية والعلاقات الخاصة بين الجنرالات والفنانات والراقصات.
وفي تلك الأثناء أدرك «ناصر» أن هناك بعض الوجوه لابد أن تغيب شمسها عن المشهد السياسي للأبد.
وما هي إلا سنوات قليلة ورحل ناصر قبل أن يكمل عمليات إصلاح ما بعد النكسة وجلس السادات علي عرش مصر وظن البعض أن الرجل لا يملك قوة عبدالناصر في تصفية مراكز القوي إلا أن السادات ارتدي قناع الثعلب مبكراً وقام في مغامرة سياسية بقلب المشهد السياسي رأساً علي عقب وغابت عن الحياة السياسية وجوه كثيرة.
وفور جلوس رجال النظام الجديد أدركوا أن هناك وجوهاً أخري خارج ملعب السياسة يجب أن تختفي أو علي أقل تقدير تنحسر قوة تأثيرهم وكان أبرز هذه المجالات هي المجال الفني وراقصات النظام السابق اللاتي لعبن دوراً كبيراً في سقوط مصر في بئر الخيانة إبان نكسة 67.
بعض الفنانات تم إقصاؤهن تماماً عن الحياة في شكل يشبه «تحديد الاقامة» وبعض الفنانات الأخريات كان هذا أسلوباً غير مناسب معهن باعتبار أنهن يتمتعن بشعبية جارفة ومن هؤلاء السندريللا الجميلة سعاد حسني التي أصابت الجميع بالهوس في الفترة الناصرية بموهبتها الشاملة ووجهها المقبول لدي جمهورها العريض في مصر والعالم العربي والوجه الثاني هو الفنانة الرقيقة التي كان الجميع يلتف حولها وكانت تفتح بيتها ليل نهار لكل من حولها وهي الفنانة القديرة نادية لطفي.
كيد النساء في هذه الحقبة لم يفلح في مقاومة مخططات رجال السياسة الذين قرروا استخدام سياسة «لا يفل الحديد إلا الحديد» فكان الحل الأمثل لمواجهة شعبية سعاد حسني ونادية لطفي واخفائهما تدريجياً عن الحياة العامة هو تصعيد حسناوات جُدد فتم دعم الفنانة الجميلة نجلاء فتحي ومساندة الرقيقة ميرفت أمين التي بدأ نجمها في الصعود بسرعة الصاروخ وبالفعل نجحت نجلاء وميرفت في سحب البساط إلي حد كبير من تحت أقدام نجمات الستينيات.. بل وشهدت فترة السبعينيات ازدهاراً في الأفلام التي تم تصويرها في لبنان وسوريا بدعم من صناع القرار في ذلك الحين وبالتأكيد فقد تم حرمان بعض النجمات من قبل شركات الإنتاج لأنهن غير مرغوب فيهن.
وهكذا لم تغفل عيون صقور السياسة عن رسم خريطة الجميلات من نجمات السينما والتحكم في مفاتيح اللعبة لأنها ذات تأثير مهم في ترتيب البيت من الداخل.
مرت حقبة السبعينيات بحلوها ومرها.. خيرها وشرها.. وجلس مبارك علي عرش مصر وفور وصوله إلي سدة الحكم أكد لمن حوله أنه ساداتي المذهب ناصري المزاج أي أن مصر ستكون أمام «كوكتيل» من الماضي خال من الإبداع فحكم علي نفسه من البداية بأنه سيكون مجرد موظف وسريعاً بدأ ترتيب البيت من الداخل وصناعة حاشية جديدة تدين بالولاء للرئيس الجديد وعلي مستوي النجوم فقد تم دعم وجوه قديمة والاستعانة بوجوه جديدة وازدهر نشاط صفوت الشريف مرة أخري بل ونال أفضل مكان يليق به وكان يتمناه وهو السيطرة علي إمبراطورية الإعلام وماسبيرو «خلية الحسناوات» وكما كشفنا في أعداد سابقة فقد استطاع الجنرال السيطرة علي بعض الفنانات وفي المقابل فقد أعلنت أخريات الرفض ورفعن راية العصيان في وجه صفوت وتلاميذه الذين كان أحدهم منتجاً كبيراً.
أحد أبرز الأسماء اللامعة التي رفعت راية العصيان في وجه محاولات النظام الخبيثة هي الفنانة المعتزلة جيهان نصر.
بدأت جيهان طريقها للنجومية عن طريق الإعلانات ولأن أي فتاة تبدأ حياتها الفنية من مجال الإعلانات تكون مادة خصبة للشائعات ومحاولات الاستقطاب فقد واجهت جيهان ذات الوجه الجميل والقلب الرقيق عقبات منذ اللحظة الأولي لظهورها خاصة أن وجهة الفن تحولت من بلاد الشام «سوريا ولبنان» إلي دول الخليج النفطية وملايين الأثرياء العرب.. وفي تلك الأثناء تقربت عدد من الفنانات لرجال مبارك بهدف إيجاد مساحة لهن في دول الخليج أما البعض الآخر فقد حقق مآرب أخري وهنا نبدأ مسلسل التنازلات بسباق محتدم بين الجميلات وكلما زادت التنازلات أكثر كان الطريق مفروشاً بالورود للبطولة.
ووسط هذا الزخم كانت عيون صفوت الشريف والمنتج السينمائي وريثه القواد تراقب عن قرب صعود صاروخين جديدين هما جيهان نصر وشيرين سيف النصر ووجدوا في الأولي الفتاة الجميلة متعددة المواهب التي يجب تجهيزها لتكون خليفة شيريهان بعد أن صدرت التعليمات من الباب العالي بحرق الأخيرة وإزاحتها من الساحة الفنية وبالفعل نجحت نجمة الإعلانات في اختراق عالم النجومية بل وقدمت الفوازير في أحد الأعوام وأسند إليها بطولة العديد من المسلسلات وبعض الأفلام إلا أنها لم تكن تعلم ما يدور في الغرف المغلقة وقبل أن تلتف حول عنقها حبال قوادي السياسة كانت جيهان «محظوظة» عندما أسند إليها البطولة في مسرحية بعنوان «المحظوظة» وأثناء تقديم عرض للمسرحية في بيروت تعرفت جيهان علي المليونير العربي سعود الشربتلي وتزوجت منه ونعمت بحياة هادئة بعيداً عن الكاميرات والمخططات القذرة التي تعرضت لها زميلتها وابنة جيلها شيرين سيف النصر.
ورغم أن جيهان آثرت السلامة واعتزلت في هدوء إلا أنها لم تسلم في بداية اعتزالها من الشائعات فقد شن عليها رجال صفوت الشريف هجمة شرسة بأنها دخلت عالم الفن لاصطياد عريس عربي وأنها تقاضت مهراً قيمته تجاوزت الـ5 ملايين جنيه إلي جانب قصر فاخر في القاهرة ومجوهرات وفيلا كبيرة في لندن.
كل هذه الشائعات لم تنل من جيهان وفشلت في هز أركان بيتها فتوارت الفتاة الحسناء عن الأضواء ولم تظهر إلا في المواقف الإنسانية فقط.. كل ذلك شجع صديقتها شيرين سيف النصر علي أن تسلك نفس الطريق الذي سلكته جيهان وبعد محاولات من توريط شيرين في إحدي القضايا مع صديق القواد وساعده الأيمن ذاقت خلالها القطة الشقراء مرارة التقرب من رجال النظام قررت شيرين الزواج من أحد الأثرياء العرب والاختفاء عن الساحة الفنية والأضواء إلا أن زواجها لم يكتب له النجاح والاستمرار ويبدو أن الأقدار شاءت أن تختلف شيرين وجيهان في كل شيء.
«أنا والنظام وهواك» كانت مسرحية كوميدية شاركت فيها جيهان الفنان الكوميدي سمير غانم البطولة لكنها في حقيقة الأمر أدركت أن عنوان المسرحية ربما يكون حقيقة «هي والنظام والهوي» فقررت منذ اللحظة اختيار أصدقائها بعناية ولعل علاقتها الطيبة بالفنان الراحل والرائع طيب القلب يونس شلبي تؤكد أن جيهان منذ اللحظة الأولي قررت اعتزال «النظام والهوي» فكان الكوميديان الرائع يونس شلبي لا يبخل علي جيهان بالنصح بل وعلي جميع الشباب ففي ميدان روكسي الذي كان يقطن به الكوميديان الراحل كان من الطبيعي أن تشاهد علي أحد المقاهي الشهيرة هناك يونس شلبي صاحب الضحكة المصرية الأصيلة يجلس وبجواره مجموعة من الشباب الصاعد في مجال الفن أو حتي من خارج الوسط يتحدث معهم بحب شديد وتعليقات لا تخلو من خفة الظل ورغم أن الفنان الجميل قد رحل عن الحياة وكانت جيهان قد اعتزلت الفن والحياة العامة إلا أنها حرصت علي زيارته أثناء مرضه الأخير وساندته حتي آخر نفس في حياته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق