2020-01-25

ثروت الخرباوي - حديث غاضب



اسمع مني يا مولانا، أن ترك الأمة على فهم متعسف للدين؟! هل توافق على تلك الأفهام التي جعلت الحديث مساويا للقرآن، ومتوازيا معه بحيث يستكمله وينسخه!
هل تعرف أن عددا كبيرا من الجماعات قامت على أحاديث منسوبة للرسول صلوات الله عليه ما أنزل الله بها من سلطان؟ هل تتذكر سرقة محلات الذهب الخاصة بالأقباط في فترة الثمانينات؟ وهل تتذكر جرائم الجماعات الإسلامية في صعيد مصر عندما كانت تمارس السرقة والبلطجة وخطف الأقباط والمساومة عليهم بفدية، هل تعرف أن الجماعات التي تمارس تلك الأفعال النكراء إنما تستمد فكرتها من حديثٍ منسوب لرسول الله صلوات الله عليه هو "بُعثت بين يدي الساعة بالسيف، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالفني" فجعلوا من نبينا المصطفى الذي هو رحمة للعالمين قاطع طريق، يسترزق بالسيف والرمح! هذا حديث كاذب ولو جاء في ألف كتاب من كتب الصحاح، فهو يخالف القرآن تماما، إذا كان هذا يريح السادة العلماء فلنغلق الكتب ولنمزق الأوراق ولندع الفهم المتعسف للدين هو السائد مخافة أن نفتن الناس! إذا كان إغضاب علماء الحديث يروعكم، أفلا يقع في قلوبكم مقدار خردلةٍ من خشيةِ الله، لعلماء الحديث أن يدافعوا عن أرزاقهم التي يكتسبونها من هذا العلم، فهم لم يضيفوا إلى علم الحديث شيئا، ولكنهم أخذوه "نقل مسطرة" دون أي تصرف، وكأن الله أعطى القدماء عقولا، وأعطانا ماكينات تصوير مهمتها النقل فقط من الذي قاله القدماء، ولكننا نحمد الله أن رزقنا عقولا وأفهاما كما رزق القدماء عقولا وأفهاما، لذلك فإن الدين الصحيح هو ما نبغيه، والدين الصحيح ليس هو دين أنزله الله للخاصة وطلب منا أن نخفيه عن العامة! ولكنه دين كل الناس، العامة منهم والخاصة، بسيطهم ومعقدهم، فقيههم وخاملهم، ثم انتظر يا مولانا عن أي فتنة تتحدثون والدنيا من حولنا تموج بالفتن، لا أظنكم تخشون على أمتكم من فتنة تبعد الناس عن دينها، وإلا لوقفتم جميعكم ضد جماعات التطرف والإرهاب والخيانة، أنتم يا عم الحاج الفتنة بذات نفسها، لا أرى إلا أنكم عن الجمود تبحثون! وداخل جبيرة جبس صُنعت في القرون الأولى تضعون دينكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق