2012-02-12

سقوط "العصيان المدنى".. انتظام العمل بالمصالح الحكومية والمرافق والموانى بالمحافظات.. وهدوء فى السويس والإسماعلية وبورسعيد.. وعمال "غزل المحلة" يعتبرون العصيان دعوة لتأييد "المخلوع"

وسقط العصيان

يبدو أن الدعوة للعصيان لاقت فشلا ذريعا بجميع المحافظات والمدن التى تتسم بكثافة عمالية إلا ما ندر.. ففى مدينة المنصورة بالدقهلية انتظمت الحياة بصورة طبيعية وتزايد تواجد المواطنين فى الأماكن العامة والمواصلات، ولم تتأثر حركة السير أو شركات المياه والكهرباء والقطارات والمصالح الحكومية بدعوة الإضراب.
وأعلن شباب الاشتراكيون الثوريون وحركة 6 إبريل وحزب الكرامة وحركة دعم البرادعى ونادى الفكر الناصرى تنظيم مظاهرة بجامعة المنصورة تخرج فى اتجاة شارع الجلاء، ومنه إلى ميدان الشهداء أمام مبنى المحافظة، وكان ذلك هو الإعلان الوحيد عن المشاركة فى الإضراب، إضافة إلى إضراب بعض العمال فى مصنعى مصر للزيوت والصابون وسماد أجا.
وأكد إبراهيم رفعت حسيب، سكرتير الشعبة العامة للمخابز بالدقهلية، عن استعدادهم لأى معوقات يمكن أن تعوق الإنتاج قائلا: لدينا دقيق للمرة الأولى يكفى للخبز 5 أيام، ووفرنا مصادر جديدة لتوليد الطاقة ولم، نتلق أى شكوى من أى مخبز بالمشاركة فى الإضراب، ولنا حقوق سنطالب بها، لكن فى إطارها القانونى والرسمى.
كما علقت النقابات المهنية لافتات على أبوابها تؤكد أنها تعمل وأنها ضد الإضراب، ومنها نقابات الصيادلة والأطباء والعلميين، وخلا ميدان الشهداء فى الساعات الأولى من المعتصمين باستثناء أعداد بسيطة ينتظرون أن يزيد عددهم مع وصول المظاهرة إليهم.
وشهدت الإسماعيلية هدوءا فى معظم المناطق، حيث أغلقت معظم المحلات أبوابها، بينما قررت عدد من النقابات والمديريات الخدمية استمرار العمل ورفض العاملون بالإسعاف والفنيين الصحيين بالمستشفيات الإضراب وقرر الأطباء الإضراب الجزئى فى المستشفيات مع استمرار عمل الطوارىء والاستقبال بشكل كامل لعلاج المواطنين، وحتى لا يؤثر الإضراب على صحتهم.
وشددت المديريات الخدمية بالمحافظة على ضرورة حضور الموظفين، خاصة المديريات التى ليس بها إجازة اليوم، مثل التربية والتعليم والصحة والزراعة والطب البيطرى.
وأكد طلاب جامعة قناة السويس وائتلافات شباب الثورة وعدد من الحركات الشعبية والسياسية والنقابات العمالية المستقلة مواصلة الإضراب العام لمدة ثلاثة أيام تبدأ من اليوم وحتى الاثنين، بعدها يتم التصعيد فى حالة عدم الاستجابة للمطالب الثورية بتسليم السلطة وإنهاء حكم العسكر والإعلان عن انتخابات الرئاسة عقب "الشورى" وعدم تدخل المجلس العسكرى فى صياغة الدستور، والذى لابد أن يتم فى وجود رئيس منتخب وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى من مجلس الشعب.
ومن ناحية أخرى أصدرت نقابة العاملين بهيئة قناة السويس برئاسة محمد عطية سليمان بيانا اليوم استنكرت فيه الدعاوى التى تدعو للإضراب والعصيان المدنى وأعلنت رفضها التام لتلك الدعاوى الهدامة التى تنال من استقرار مصر واقتصادنا الوطنى – حسب البيان.
وأضاف البيان: باسم جموع العاملين بهيئة قناة السويس نقرر عدم مشاركة أى من العاملين فى أى من تلك الإضرابات أو قبول دعاوى العصيان المدنى، ونعاهد شعب مصر العظيم على مواصلة العمل وبذل أقصى الجهد، حرصاً على مقدرات مصر وعائدات هيئة قناة السويس التى تمثل ركيزة من الركائز الأساسية للاقتصاد المصرى.
وفى المحلة، رفض عمال غزل المحلة البالغ عددهم أكثر من 23 ألفا الانصياع لدعوة العصيان المدنى واعتبروا الدعوة لتأييد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وأعلنوا أن هذا اليوم هو يوم الاحتفال بسقوط الطاغية، وبالتالى يجب زيادة العمل والإنتاج.
وأكد محمد العطار القيادى العمالى أن فى هذا اليوم سقط فيه الطاغية حسنى مبارك ونظامه ولابد أن نحتفل بالإنتاج وبهذه المناسبة السعيدة، مضيفا: نرفض مثل هذه الدعوات الهدامة التى لا تخدم إلا مبارك وأعوانه وتعطيهم الفرصة ليقولوا إننا مازلنا فى الحكم، وهم من وراء العصيان وأن الشعب ينصاع إليهم، وأنهم مازالوا يحكمون مصر.
وقال إن هذا اليوم شهد إقبال العمال على الشركة ليصل إلى أكثر من 99% من العاملين جميعهم يقومون بالعمل والوقوف على الماكينات فى يوم سيكون أكبر يوم فى تاريخ الإنتاج فى شركة غزل المحلة فى فترة طويلة لأنهم وجهوا الدعوة لجميع العاملين بمن فيهم الحاصلون على الإجازات بالتوجه إلى العمل لإثبات رفضهم لهذا العصيان.
وأوضح العطار أن هناك دعوة داخل الشركة ستكون مفاجأة لجميع المصرين، وهى قيام جميع العاملين بالشركة بالتبرع بأجر يوم أو يومين من راتبهم الشهرى للاقتصاد المصرى، ورغم أن الثورة لم تؤت ثمارها المرجوة حتى الآن ولم تحقق أهدافها المنشودة بالكامل، لكننا مع الشرعية وعدم تخريب الاقتصاد المصرى.
من جانبه أكد محمود عبد الحميد، أحد العمال بقسم الغزل، أن الشركة تعمل بكامل طاقتها ولم يتأخر أحد من العمال بجميع الأقسام وكل العاملين أعلنوا رفضهم التام للدعوة الهدامة التى أطلقها الذين يريدون خراب مصر وليريدون لها أن تتقدم وهم معرفون بتلقيهم أموالا ودعما من الخارج لضرب استقرار مصر وكانوا يعتمدون على عمال غزل المحلة أصحاب الشرارة الأولى لسقوط هذا النظام منذ إضراب 2006 و2007 و6 إبريل 2008 وهم أول من حرك الثورة المصرية، لكن خروجهم وقتها كان من أجل إزاحة النظام وقياداته لكن بعد استبعاد الطاغية لن يخرج عمال المحلة إلا لما هو فيه مصلحة مصر.
من جانبه أكد محمد العطار أنه شاهد فى السابعة والنصف عند دخول العمال إلى الشركة قيام احد الأشخاص غير معروفين وغير المنتمين إلى الشركة يقف أمام بوابات العمال ويحمل طبنجة ويدعو إلى العصيان المدنى وعدم العمل، فطارده العمال وكادوا يفتكون به لولا أنه فر هاربا، وأعلنوا أنه فى حالة وجود أى من العناصر المخربة بالقرب من الشركة سيتم الفتك به فورا، لأنه فى هذا الوقت يمثل عنصرا مخربا لضرب اقتصادنا وقوة أولادنا.
وفى السويس انتظمت الحركة المرورية ولم تتأثر بالدعوات للعصيان، كما شهد ديوان عام المحافظة وجود عدد من الموظفين بمكتب الإعلام وبعض المكاتب الخدمية استجابة لدعوة العمل اليوم بدون أجر للتأكيد على أن المواطنين الشرفاء ضد الإضراب، والأهم هو استمرار عجلة الإنتاج فى هذا الوقت.
وشهد عدد من المصالح الحكومية التى تعمل "السبت" وجودا طبيعيا من قبل الموظفين مثل محكمة السويس وعدد من المنشآت الخدمات "مستشفى السويس العام – مرفق الإسعاف".
وتواجدت الشرطة بشكل مكثف فى الشارع، فضلا عن انتظام قوات الجيش الثالث أمام جميع المنشآت المهمة بالمحافظة لتأمينها من أى مظاهرات أو مسيرات قد تستهدف أحد المبانى الهامة بالمحافظة.
وشهد عدد من المؤسسات التى لا تعمل اليوم نزول العاملين للعمل بدون أجر تحت شعار فى حب مصر، رافضين دعوات الإضراب، ومؤكدين أن مصر أولا ولا يمكن هدمها بسبب أفكار غير واضحة المعالم.
وشهد اليوم انتظام الدراسة فى جميع المدارس وتفقد محمود وهدان، وكيل وزارة التربية والتعليم، عدد من المدارس، مؤكدا أن جميع العاملين فى حقل التعليم يرفضون دعوات الإضراب.
كما شهدت المنيا انتظام المرور وحركة القطارات واختفاء الدعوات التى تدعو إلى المطالب الفئوية، سواء من أجل البنزين أو الغاز، وأكد المواطنون فى معظم مراكز المحافظة أن اليوم هو رد طبيعى على رفض الإضراب.
كان عدد من الشباب لا يتجاوز عددهم 25 شابا نظموا وقفة فى الصباح الباكر، إلا أن المجموعات التى قررت مواجهة العصيان من خلال الحوار اجتمعت بهم ودار نقاش طويل بينهم، لإقناعهم بالتخلى عن تلك الأفكار.
وفى الوادى الجديد انتظم العمل بالمصالح الحكومية اليوم، رغم أنه عطلة رسمية لجميع موظفى المحافظة، ومنها ديوان عام المحافظة والوحدات المحلية التابعة له وعدد من مكاتب البريد ومديرية الشئون الصحية والوحدات الصحية التابعه لها والمستشفيات العامة وسنترال الوادى والهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بالمحافظة، وهى مبادرة قام بها العاملون بشكل عفوى دون تنظيم أو تنسيق لتأكيد موقفهم الرافض للعصيان المدنى.
وأكد جميع العاملين بالمصالح الحكومية فى المحافظة رفضهم للعصيان المدنى شكلا ومضمونا حتى لا يساهموا فى تفاقم الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد، ما استدعى الموظفين ممن لديهم مطالب فئوية أو احتجاجات لإرجائها خلال فترة الدعوة للعصيان حتى لا يكونوا مشاركين فيه، إدراكا منهم بمدى خطورة تبعات العصيان على استقرار المجتمع وأمنه وسلامته.
وقال اللواء السيد البرعى، محافظ أسيوط، إن مؤسسات الدولة تعمل بكامل طاقتها ولا توجد أية استجابة للعصيان المدنى وأن المدارس والمستشفيات والمصانع وكافة المرافق لم تستجب لهذه الدعوة، مشيرا إلى أنه قام بجولة تفقدية صباح اليوم لعدد كبير من المرافق والمؤسسات الحيوية، منها المدارس والمستشفيات والمناطق الصناعية ومصانع الغاز والبترول والأفران والمجمعات الاستهلاكية، ووجد أنه لا توجد شكوى أو غياب فى هذه المؤسسات، ومن جهته قال إبراهيم موافى، وكيل وزارة التربية والتعليم، إن المدارس فى أسيوط تعمل بكامل طاقتها ولا يوجد استجابة من المدرسين أو الطلاب إلا حوالى 25 طالبا جاءوا أمام مديرية التربية والتعليم، مرددين بعض الهتافات ضد العسكر وبمناقشتهم اقتنعوا وقاموا بالانصراف بعد مدة قليلة جدا من الوقفة فى الوقت الذى انتظم فيه قرابة المليون طالب وطالبة بمراحل التعليم الابتدائية والإعدادية والثانوية.
وأوضح ممدوح وشاحى، وكيل وزارة الصحة بأسيوط، أن المستشفيات تعمل بكامل طاقتها ولا يوجد أية حالات إضراب من شأنه التأثير على سير العمل بالمستشفيات وإن وجد فهى حالات غياب فردية عادية، مؤكدا رفض العاملين بالمستشفيات المشاركة فى مثل هذه الدعوات.
وأضاف د.مصطفى كمال، رئيس جامعة أسيوط، أن موظفى الجامعة متواجدون بمكاتبهم منذ صباح اليوم والطلاب بمدرجاتهم، إلا أنه يوجد بعض الملصقات بالجامعة لا نعلم من وضعها تدعو للمشاركة فى الإضراب، لكنها لم تؤثر على سير العمل.
وشارك العشرات من طلاب الجامعة فى مسيرة انطلقت من أمام المبنى الإدارى بالجامعة، مرورا ببعض الكليات، رافعين رايات سوداء، ومرددين عديدا من الهتافات التى تطالب بالاشتراك فى العصيان، منها (يلا يا طالب سيب المدرج ولإمتى هتفضل تتفرج) وعديد من الهتافات ضد المجلس العسكرى منها (مجلس عسكر صح النوم النهاردة آخر يوم)، و(لا طنطاوى ولا عنان الثورة هتفضل فى الميدان).
ووزعوا بيان طلاب جامعة أسيوط جاء فيه: حكم العسكر أفسد جميع أحوال البلاد وتسبب فى تأخر مصر فى جميع المجالات، مشيرا إلى أن العسكريين يمتلكون ثلث اقتصاد البلاد عبر أنشطة مدنية يحصلون مقابلها على أرباح طائلة عبر تسهيلات عديدة باعتبارهم جهات سيادية، وأن ثورة 25 يناير جاءت لتهدد مصالحهم، وفى خلال سنة أفسد المجلس العسكرى الحياة فى مصر، وتسبب فى قتل واعتقال آلاف الشباب وطالب البيان بالمشاركة فى الإضراب.
من جهته قال أحمد جمال، منسق حركة 6 إبريل فى أسيوط إن المشاركة فى العصيان كانت ضعيفة جدا بالمحافظة، وأرجع ذلك إلى حملة تحريم العصيان التى قادها عدد من شيوخ ومفكرى الإسلام وتفاعل معهم عدد كبير من المساجد فى خطبة الجمعة أمس، وأشار إلى أن المشاركة فى أسيوط اقتصرت على العشرات من طلبة الجامعة والمدارس بأسيوط.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق